الحامية الإفرنسية على الاعتصام بقلعة المدينة. وأحرقوا عددا من مزارع الأوروبيين بالمنطقة. واقتفى (بنو تليلان) أثر أولاد عيدون. فحملوا السلاح، وهاجموا قافلة نجدة واستطلاع فرنسية بين مدينة قسنطينة والماء الأبيض يومي ٢٢ و٢٣ من الشهر ذاته. وبعد أن نجح الإفرنسيون في رفع الحصار عن (الميلية) يوم ٢٧ شباط - فبراير - تمركز الثوار في (كاف الغراب) والقرى المجاورة له. وحاول الإفرنسيون القضاء على هذة الثورة الخطيرة بإمكاناتهم الخاصة فعجزوا عن ذلك، فما كان منهم إلا أن لجؤوا إلى خصوم الثوار - من المواطنين الجزائرينن - واستعانوا بهم على أهلهم، وجندوا حوالي ستمائة من جنود البحرية الإفرنسية، وسبعة فيالق أخرى، فرضوا بها الحصار على المنطقة، وأحرقوا معظم القرى المعزولة. واعتصم الثوار (بجبل سروج) وخاضوا معركة (كاف زرزور) يوم ٢٦ شباط - فبراير. أي قبل أن يفكوا الحصار على المليلة بيوم واحد. وقد أخذ الإفرنسيون كعادتهم أربعمائة رجل من أولاد عيدون كرهائن. وسجنوا عددا آخر منهم. وصادروا الأسلحة التي عثروا عليها وهي تزيد على تسعمائة بندقية.
أما في المنطقة الشرقية، فقد أفاد أولاد خليفة من قيام حاكم منطقة تبسة باعتقال عدد من المواطنيين بحجة الاشتباه بهم، والقيام بمحاولة استطلاع (مضيق رفانة) فأعلنوا ثورتهم، وحملوا السلاح، واعترضوا سبيله، وانضم إليهم أولاد سيدي عبيد والعلاونة والرشايش والبرارشة، وهاجموا قطعان مواشي أحد الأوروبيين، وقتلوا شريكه الجزائري. وأخذوا يحرضون الناس على الجهاد لمحاربة الإفرنسيين، واضطر هؤلاء إلى اللجوء إلى (مسكيانة) وتابع الثوار جهادهم، فأحرقوا بعض مزارع الأوروبيين ومطاحن الحبوب وأكوام