له، وكون لنفسه نفوذا واسعا، واستعان بقوات الأخوين (عروج وخير الدين) اللذين كانا يتمركزان في (جيجل) ويعملان على طرد الإسبان من (بجاية). واشترك مع الوالي حسن بن خير الدين من أجل إنقاذ تلمسان من أطماع سلطان المغرب والإسبان معا. وتمتعت إمارة المقرانيين بالقوة وسعة النفوذ خلال عهد حكم عبد العزيز وأخيه أحمد أمقران، فمدت نفوذها إلى الهضاب العليا، وتحكمت في الطريق الواصل من الجزائر العاصمة وقسنطينة.
انقسم المقرانيون على أنفهم بعد وفاة أحمد أمقران، وظهرت منهم عدة فروع متناحرة فيما بينها على السلطة والنفوذ، فكان من أهمها: ١ - فرع أولاد الحاح. ٢ - فرع أولاد عبد السلام. ٣ - فرع أولاد بورنان. ٤ - فرع أولاد بلقندوز. واستمر ذلك حتى قام الإفرنسيون بغزو البلاد.
كان باي قسنطينة متزوجا من (عيشوش) ابنة الحاج محمد عبد السلام العايب المقراني غير أن ذلك لم يمنع من قيام المشاكل بين الحاج أحمد باي قسنطينة وبين الحاج محمد عبد السلام. مما أدى إلى اعتقاله عام ١٨٢٥، ولم ينقذ حياته إلا ابنته عيشوش في حين أعدم الآخرون من أقاربه. وخلال حملة الاحتلال الإفرنسية، شارك المقرانيون مع الباي الحاج أحمد في مقاومتها، وانسحبوا معه بعد ذلك إلى الشرق. وكان الزعيم البارز أنذاك هو أحمد المقراني من فرع أولاد الحاج، فقربه إليه وعينه شيخا على مجانة. حتى إذا ما قام الإفرنسيون بالغزو الثاني لمدينة قسنطينة عام ١٨٣٧، اغتنم محمد عبد السلام العايب فرصة الفوضى التي حلت بالمدينة، فهرب من سجنه (سجن الكدية) يوم ١٣ تشرين الأول - أكتوبر - والتحق بمجانة مباشرة. واستحوذ على