استقالتي الأولى من وظيفة الباشآغا) وفي رسالة ١٤ - آذار - مارس - التي بعثها إلى أوجورو، وأوليفي، ردا على رسالة الحارس الإداري - روستان - أعلن المقراني قائلا:(أني لا أقبل أن أكون تحت شخص من حكومة المدنيين يتهمني ويشيع عني بأني ثائر، ويعتقل أتباعي في سطيف وسور الغزلان). وحاول (الكابتن أوليفي) إقناع الباشآغا محمد المقراني بالعدول عن استقالته، غير أن المقراني:(عاد فأكد له بأنه لا يقدر منذ الآن أن يخدم فرنسا، لأنه يرفض الخضوع لحكومة الجمهورية، التي منذ أن تأسست وهو يعيش المقلقات. كما أضاف: بأنه لا يريد الثورة ضد فرنسا إلا إذا رفضت استقالته، وعندئذ سيجد نفسه مضطرا لحمل السلاح، لأن رفضها بالنسبة إليه يعني - الحكم عليه وبالإعدام).
أجاب المفتش الإداري - روستان - على استقالة الباشآغا يوم ١٢ آذار - مارس - بطريقة مثيرة، (إذ طلب إليه أن يحدد إليه استقالته كتابيا وبصورة رسمية، باعتباره المسؤول والممثل للنظام المدني في عمالة قسنطينة. وأنه يبقى بعد ذلك مسؤولا عن كل ما يحدث في منطقته طوال مدة انتظار الجواب بالقبول أو الرفض).
خلال ذلك، حاول شيخ فرجيوة بو عكاز بن عاشور إصلاح الموقف، وتطوع مرتين بقسنطينة أن يذهب بنفسه إلى مجانة لتسوية مشاكل المقراني. غير أن السلطات الإفرنسية رفضت طلبه. فماكان من المقراني إلا أن كتب رسالتين يوم ١٤ آذار مارس - إلى (أوجررو) وأوليفي حاكم مدينة البرج: (أكد لهما بأنه كان قد قدم استقالته إلى المارشال ماكماهون. وأنه كان قد قبلها منه. غير أنه بقي مستمرا في عمله بسبب انشغال فرنسا بالحرب. أما اليوم، وبعد أن عاد السلم،