مدينة بوسعادة الواقعة جنوبها، وحملوا معهم أمتعتهم واتجهوا إليها يوم ٢٥ شباط فبراير - ورافقهم قائد الحضنة (السعيد بن بوداد المقراني) حتى أوصلهم إلى هناك سالمين وكان من المفروض أن ينسحبوا إلى البرج شمالا حيث يكثر الأوروبيون. ولكن أوضاع هذه المدينة كانت آنئذ مضطربة كثيرا، حيث أشيع بأن الجزائريين سيهاجمونها يوم ٢ آذار - مارس - بمناسبة عيد الأضحى. ولذلك تم إرسال قائد الفرقة الثامنة بسطيف، وكلف بقيادة الحراسة والاستعداد للطوارئ. وتسبب هذا الإجراء في استياء المقراني، لا سيما وإن صحافة سطيف والأوروبيين أخذوا في المطالبة بإعدامه. وقد حدثت على أثر ذلك مجموعة من الحوادث في برج بوعريريج وسور الغزلان والمدية ودللس. مما يشير إلى الغضب الشامل والاستعداد العام للثورة. وأدى ذلك إلى نفاذ صبر الحاج محمد المقراني، فقدم استقالته من منصبه يوم ٢٧ شباط - فبراير - وعاد فأكدها خلال حديثه - شهر آذار - مارس - (مع الكابتن أوليفي) حيث قال له: (كيف تريدون مني أن أخدم حكومتكم؟ أنني لا أعترف بجمهوريتكم لأنها منذ أن أعلنت وأنا أرى أشياء فظيعة، فأنت حاكم أعلى لمدينة البرج. ولكن أرسل إليها رئيس جديد لقيادة الكتائب، وحارس مدني ليراقب إدارتك. فإلى من أتوجه أنا؟ إليك أنت، أم إلى الرئيس الجديد؟ أم إلى الحارس المدني؟ في الحقيقة أنا لا أفهم شيئا من هذا، وفي الوقت الذي كنا نحن جميعا مطيعين لكم، عوضتمونا بالمركانتية (التجار الأغنياء) - واليهود، أنا لا أقبل هذا أبدا) وفي رسالة الاستقالة الثانية التي وجهها إلى الجنرال (لالمان) يوم (٩ - آذار - مارس - ١٨٧١) - أكد فيها: أنه أصبح حرا طليقا بعد توقيع الصلح بين فرنسا وأعدائها، (وأنه لما أصبحت الحكومة مدنية في الجزائر، فإني أجدد