للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوروبي، استخدم في عمله حوالي مائتين وخمسين عاملا بينهم أوروبيون ومغاربه، وتمركز هذا المقاول بجبال البيبان، واتبع سياسة غير عادلة تجاه العمال الجزائريين. فكان لا يعطيهم الأجور التي تتناسب مع ما يبذلونه من الجهد. كما كان يماطل في دفع الأجور لهم، على عكس العمال الأوروبيين. وفي أوائل عام ١٨٧١، مر أكثر من شهر دون أن يدفع أجورهم، فساءهم ذلك، وامتد الغصب إلى عائلاتهم وأقربائهم. وحدث في يوم ١٨ شباط - فبراير - ١٨٧١، أن قتل أربعة عمال أوروبيين في الغابة المجاورة لمكان العمل، ولم تتعرف السلطات على الجناة. وحاول محمد بن عبد السلام المقراني خصم الحاج محمد المقراني اسثمار الموقف. فأطلق أتباعه للإشاعة بأن هذا الحادث قد وقع بتحريض من الباشآغا محمد المقراني ذاته. وعلى أثر ذلك أرسلت المصالح الإدارية بسور الغزلان برقية إلى السلطات المحلية بالبرج تخبرها بأن المقراني بصدد إعداد ثورة مسلحة. فتخوفت من الأمر، وأصدر حاكم البرج وسطيف أمرا إلى المقراني نفسه يوم ٢٥ شباط - فبراير - بإيقاف العمل في البيبان وإعادة العمال إلى بلادهم. وذهب المقراني إلى مكان العمل، صحبة أخيه (بومزراق) وابن عمه (حمود بودنات) فوجد الوضع مضطربا. واحتج لدى المقاول المذكور على عدم دفع أجور العمال، ودفع هو من ماله الخاص مبلغ ألف وخمسائة فرنك سلفة لهم. وجهز البغال والحمير التي حملت أمتعتهم إلى مدينة البرج تحت حراسة أخيه وابن عمه. وفي الوقت ذاته وقعت اضطرابات أخرى في مدينة المسيلة جنوب مدينة (برج بوعريرج) فقد تخوف الأوروبيون الموجودون بها، وشعروا بالخطر على حياتهم بسبب الظروف المضطربة، والإشاعات الكثيرة حول تصميم الجزائريين على القيام بالثورة. وقرروا الانسحاب إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>