فإنه أصبح حرا طليقا، ورفض أن يتحمل مسؤولية ما قد يحدث بعد ذلك). ولكي يقطع صلاته بسلطات البرج، قطع خط الهاتف الذي ربط مجانة بالبرج. ودعا في مساء اليوم ذاته إلى اجتماع عام لكل أقربائه من أولاد الحاج وقواد الدواوير والأعراش التابعين له في منطقة مجانة والبرج وتدارس معهم الوضع الجديد والخطط الأولى لحركته المقبلة، وأعلن لهم أن الوقت قد حان للثورة ضد حكومة التجار واليهود ولقد تقرر في هذا الاجتماع على أن يزحف المقراني بنفسه على مدينة البرج بقواته يوم (١٦) آذار - مارس - وتطوير الحرب في غرب عمالة قسنطينه، في حين يتجه أخوه (بومزراق) للعمل في منطقة ونوغه وسور الغزلان، بينما كلف ابن عمه وصهره (السعيد بن داوود) بقيادة الثورة في منطقة الحضنة وبوسعادة وأولاد نايل الجلفة جنوب شرق سور الغزلان، وكان على ابن عمه الحاج بوزيد بن عبد الرحمن (شقيق السعيد بن داوود) أن يزحف من الحضنة على رأس حوالي خمسة عشر ألف رجل إلى البرج والمناطق الشمالية لتدعيم الثورة. (١).
تجمعت قوات المقراني في مجانة يوم الأربعاء ١٥ آذار - مارس -
(١) كان قاضي بني عيدل (الحسين بن حالة) من عرش الماين شمال مجانة، قد حضر اجتماع المقراني بمحانة مساء ١٤ آذار - مارس - وكان عميلا للإفرنسيين، فقام باليوم التالي بالتوجه لمدينة (البرج) وأبلغ المسؤولين الإفرنسيين عن خطة المقراني للهجوم على المدينة يوم ١٦ - صباحا - كما أعلم الإفرنسيين بأنه سيكون هو - أي الحسين بن حاله - على رأس أربعمائة رجل في مؤخرة المقراني، وإنه لن يتأخر في الانضمام إلى القوات الإفرنسية بعد ذلك. وهذا ما جعل الإفرنسيين يكافئونه بعد الثورة بتعيينه قائدا على عرش الماين والجعافرة. وبقيت أسرته تتوارث هذا المنصب حتى ثورة ١٩٥٤ (ثورة ١٨٧١ الدكتور يحيى بو عزير - ص ٢٠٦).