أخرى. واعترضوا سبيل القوات الإفرنسية التي غادرت البرج متجهة إلى سطيف يوم ١٨٧١/ ٤/٢٠. وعلى أثر ذلك، عقد قادة الثورة اجتماعا لهم في (مصالتة - قرب عين مسعود) بهدف دراسة الموقف الجديد. وحضر هذا الاجتماع بو مزراق ومحمد بن عبد السلام وعبد الرحمن بلقندوز وعزيز الحداد ومحمد الصغير بن الشيخ ساعد والمقدمان الرحمانيان: قارة بن حباش من قرقور، ومحمد أكلي أو بوعرون من البابور. وتم وضع الخطة لمواجهة القوات الإفرنسية التي كانت تضايقهم من سطيف والبرج معا. وخاض الثوار بعد ذلك مجموعة من المعارك الناجحة في جبل طافات وثنية مقسم والعيون. وأحرقوا برج قائد وادي الساحل القبلي (السعيد بن عبيد في الماوكلان) ومزرعة قائد قرقور (أحمد بن زيدان) المواليين للإفرنسيين، وأكرهوا الأوروبيين في قرية وادي الذهب والوريسية والمهوان على الجلاء إلى العلمة وبقية المراكز الإفرنسية.
وأسند الحاج المقراني قيادة الأعمال القتالية في وادي الشعر، شرق بوعريرج، لأخيه بومزراق ومعه بعض المقدمين الرحمانيين بزعامة عزيز الحداد. وتوجه هو إلى بني عباس لتفقد أمور المنطقة، وبذل المزيد من الجهد لكسب الأنصار والمؤيدين. ويظهر أن نجاحه في ضم الإخوان الرحمانين إلى الثورة، وتوحيد صفوف أبناء عمومته على هدف الجهاد، هو الذي جعله يطمئن بعض الشيء للجبهة الشرقية، على الرغم من أن الأعمال القتالية في وادي الشعير لم تصل إلى مرحلة الحسم.
لم يتوقف الحاج المقراني طويلا في بني عباس، فاتجه إلى (أولاد جلال) يوم (٢٥) نيسان - إبريل - ثم إلى جبل (موقرنين) بسور