ظهرت نتائج هذا التحول بصورة فورية، فقد قام الثوار من (أولاد تبان) و (الأربعاء) و (ريغة) بقيادة محمد بن عدة، بالهجوم على عدد من المزارع حول العلمة، بعضها للأوروبيين، وبعضها للمتعاونين معهم أمثال (الزين بن أحمد وأولاد قليل)، وقتلوا ثلاثة أفراد. وتمركز محمد بن عبد السلام ومحمد الصغير بن الشيخ ساعد، في قرية رأس الواد بأمر المقراني. وحاولت مفرزة فرنسية (بقيادة النقيب ترانجان) تنفيذ المهمة التي أسندت إليها يوم ٣٠ آذار - مارس - وهي حراسة الطريق بين سطيف والبرج، ودعم قوات (الجنرال سوسي) الذي كان يهاجم (مجانة). غير أن هذه المفرزة فشلت في تنفيذ مهمتها. وتعرضت للهزيمة يوم ١٨ نيسان - إبريل - في (عين تاغروط) واضطرت للانسحاب إلى سطيف. فاتهمت القيادة الإفرنسية قائد المفرزة (بتهمة التقصير في أداء واجباته العسكرية)، وقدمته إلى مجلس عسكري، والتي برأه من التهمة المسندة إليه وذلك يوم ٢١ آب -أغسطس - ١٨٧١.
أعادت القيادة الإفرنسية تقويم الموقف، على ضوء فشل مفرزة (ترانجان) في تنفيذ مهمتها، وتزايد ضغط الثوار في وادي الشعير، وأصدرت أمرها إلى (الجنرال سوسي) بالانسحاب من مجانة إلى البرج لنجدة سطيف التي أصبح الثوار يهددونها. فنسف (سوسي) قصر الباشآغا المقراني، وأحرقه يوم ١٥ نيسان - أبريل - ودمر بقية منازل القرية قبل أن ينسحب منها.
كانت خطط الثوار تعتمد على إخلاء مدن السهل وقراه. والاعتصام بالربوات الحصينة، فأخلوا رأس الواد، وعين تاغروط،
وتجمع عدد منهم في سهل سيدي مبارك شرق البرج، وفي عدة نقاط