ثورة المقراني منذ اليوم التالي لحدوثها، حتى كلفت الجنرال (سوسي) بمواجهته وملاحقته في منطقة مجانة. فتوجه (سوسي) إلى هناك، ووصل إلى البرج يوم ٢ نيسان - إبريل - ١٨٧١ وضم إليه الحامية الموجودة في المدينة، فأصبح لدية خمسة آلاف جندي، ثم توجه صباح الثامن من الشهر إلى مجانة، وهو نفس اليوم الذي نجح فيه المقراني في ضم الحداد إلى الثورة هو وابنه وإخوانه، مما جعل الثورة تتخذ شكلا آخر وطابعا جديدا.
خاض الثوار معركة كبيرة في (ساقية الرحى) قرب جبل (تافرطاست) شمال مجانة يوم ١٢ نيسان - أبريل - وقامت القوات الإفرنسية التي يقودها (سوسي) بإحراق قرية صوناف وكل منازل مجانة - ما عدا قصر الباشآغا الذي تمركز فيه، ووقع الشريف بن عبد الرحمن قائد الدريعات، وقريب المقراني، في أسر القوات الإفرنسية. وترك الحاج المقراني قوة كافية لمناوشة الإفرنسيين بمنطقة مجانة ومريسان. وانتقل هو إلى (زمورة) ثم إلى (فمور) شرقي مدينة البرج لإجراء مفاوضات مع أبناء عمومته الذين كانوا معارضين له، بعد أن أصبح الوضع خطيرا. وعسكر (بعين التراب) وعقد يوم (١٤) نيسان - أبريل - اجتماعا مع كبار رجاله في (قبة سيدي علي بوناب) وتدارس الوضع معهم وفقا للتطورات الجديدة في سير حركة الثورة. وتم الاتفاق على ضرورة توحيد الصفوف فأجرى المقراني اتصالات مع أولاد عبد السلام وأولاد عبد الله وأولاد بلقندوز، ونجح في استمالتهم إليه بعد يومين من المفاوضات. وتبعهم عدد آخر من الناس، كانوا من قبل، خارج الصف معادين أو مترددين.