المهم في الأمر. هو أن معظم جهود المقراني قد ضاعت، إذ رفض أكثر الذين اتصل بهم الاستجابة لدعوته، فأولاد بن قانة بالصحراء الشرقية أعلنوا معارضتهم له ولثورته في رسالة وجهوها إلى الحاكم الإفرنسي بقسنطينة منذ يوم ١٨ آذار - مارس - وأكدوا فيها استعدادهم لمحاربة المقراني الذي وصفوه بالمجنون وفعل مثلهم (محمد بن هني بن بوضياف) قائد صحارى بسكرة في رسالته إلى الحاكم الإفرنسي قسنطينة يوم ٢١ آذار - مارس وسلم بائآغا التيطري رسالة المقراني إلى الحاكم الأعلى الإفرنسي في المنطقة. وقاد (علي بن عبد الرحمن) حامل الرسالة، إلى رئيس المكتب العربي هناك وحتى وجهاء قسنطينة الذين نعتوا أنفسهم ((بالحضريين) وجهوا أيضا تأييدهم إلى نائب الأميرال - الكونت دوفيدون - يوم ٢٦ نيسان - أبريل:(استنكروا فيها أعمال المقراني وأخوان الحداد الرحمانيين، الذين نعتوهم - بالبدويين - المحبين للتخريب وسفك الدماء والمعادين للخير والفلاح. وطالبوا بإنزال العقوبات القاسية ضدهم).
على أن المقراني، وإن فشل في استمالة رؤساء العائلات الكبيرة مثله، إلا أنه نجح في استمالة الشيح الحداد إليه بأتباعه، وهو مكسب هائل عوضه عن كل ما فقده في الآخرين من تأييد، ذلك أن انضمام الحداد إلى الثورة غير من طابعها واتجاهها، وجند لها ما عجز المقراني عن تحقيقه من تأييد شعبي واسع، نظرا لما كان للحداد من نفوذ معنوي قوي على سكان جرجرة والبابور وحوضي وادي الساحل ووادي الصومام.
ما أن علمت السلطات الإفرنسية بالجزائر العاصمة، باندلاع