للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصلت بعد ذلك قوة دعم فرنسية تمكنت من رفع الحصار عن المدينة. وجهز الأوروبيون، وأرسلوا في اليوم التالي تحت حراسة فرقتين من الصبايحية والقوم بقيادة محمد بن عبد السلام المقراني - رافقتهم حتى سطيف.

انسحب المقراني بعد فشله في السيطرة على مدينة (برج بوعريريج) واستقر بقواته في جبل مريسان (أم الريسان) شمال شرق مجانة. وعسكر هناك في مكان مرتفع يطل على سهل البرج وعين السلطان ومجانة. وأخذ في بذل الجهود لإعادة تنظيم قواته، وتوسيع نطاق الثورة. فكان أول عمل له هو إرسال عدد من المبعوثين إلى جهات كثيرة من ولايتي الجزائر وقسنطينة; واقترح على رؤساء العائلات الكبيرة الذين وجه إليهم مبعوثين: (أن يتحدوا معه لتكوين جبهة قوية يقاومون بها النظام المدني، ويحمون سلطاتهم وامتيازاتهم). ونظم المقراني شبكة من الاستخبارات: (فكان لديه حوالي تسعمائة مخبر من بني عباس يقطنون بالمدن الساحلية، ويزودونه بانتظام بالأخبار والمعلومات الكافية عن الأوضاع). وكان المقراني في رسائله يركز على نقطتين: ١ - الجهاد في سبيل الله. ٢ - أسفه على سلخ أيام من عمره في خدمة الاستعمار. وقد جاء في رسالته إلى الشيخ البشير بن كابة، وسكان بو جليل ببني عباس قوله: (وبعد، تتوكلوا على الله ورسوله، وتقدموا إلى الجهاد لنصرة دينكم عزما. وتأتوا لنا إلى برج مجانة) وفي رسالته إلى باشآغا تيطري (ابن يحيى بن عيسى) وقائد قواد أولاد مختار الشراقة ببوغار والمدينة (علي بن عبد الرحمن) جاء ما يلي: (لقد فتحت أبواب الجهاد في سبيل الله ويجب عدم تفويت هذه الفرصة، والإسراع بالانضمام إلى المجاهدين ... وتحسر على ضياع حياته وحياتهم هباء في السابق دون فائدة).

<<  <  ج: ص:  >  >>