للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغزلان الذي جعل منه بومزراق أكبر معسكر للثوار منذ اندلاع الثورة. وعقد هناك اجتماعا كبيرا مع قادة الثورة والمقدمين الرحمانيين بالمنطقة. وحاول أن يخطط معهم أسس العمل والطرائق التي يجب اعتمادها لمجابهة القوات الإفرنسية التي أخدت في غزو المنطقة منذ يوم ١١ نيسان - إبريل - تحت قيادة الجنرال سيرير وبصحبة تروملي وفورشود، وبدعم من آغا البويرة (بو زيد بن أحمد) (١).

ثم انتقل الحاج المقراني بعد ذلك من (جبل موقرنين) إلى (عين الطاقة) ثم إلى (ثنية أولاد داوود) و (وادي الشعير) بين واد أخريص وسيدي بن داوود. وقضى هناك ليلة ٢٧ نيسان - أبريل - وعاقب أولاد سالم الذين استسلم البعض منهم إلى الجنرال سيريز بتحريض من الآغا بوزيد. وحصلت في اليوم التالي (معركة طكوكة) على ربوات ذراع المؤمن جرح فيها عدد من الأوروبيين وقتل من الثوار ثلاثمائة رجل نظرا لتفوق الأعداء بالقوى والوسائط. ولم يحضر الباشآغا المقراني هذه المعركة، غير أن رجاله نجحوا في اعتقال سبعة رجال من أتباع بوزيد.

غادر الحاج المقراني منطقة ونوغة بعد معركة طكوكة مباشرة، فوصل إلى بني عباس يوم ٢٩ نيسان - إبريل - وأخد في حشد الأنصار والأتباع بعد أن تأكد من عداء الآغا بو زيد الشدت للثورة، وعلم


(١) كان الآغا بو زيد بن أحمد - أحد أحفعاد محمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر على البويرة - وقد أصبح من عملاء الإفرنسيين. وشكل عقبه كبيرة ضد ثورة المقراني والإخوان الرحمانيين في منطقة ونوغة وسور الغزلان والبويرة، وزادت حماسته لمحاربة الثورة حماسة الإفرنسيين ذاتهم. وحرص باستمرار على تزويدهم بأخبارها منذ بدايتها وحتى نهايتها (ثورة ١٨٧١ - الدكتور يحيى بو عزيز - ص ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>