بزحف قوات كبيرة من الجزائر العاصمة نحو ونوغة (تحت قيادة سيريز). وقد استدعى أخاه (بومزراق) من الماوكلان لمعالجة الموقف والاستعداد للمجابهة.
نجح الحاج المقراني بجمع حوالي أربعة آلاف محارب، وعاد بهم بسرعة إلى الجبهة الغربية عبر جبال البيبان وانضم إليه في الطريق عدد كبير من رجال بوخليل وبني مكيلش وبني عباس وبني يعلى وبني منصور. وأخذ طريقه إلى مدينة البويرة (مركز قيادة الآغا بوزيد بن أحمد)، وذلك في اليوم الأول من أيار - مايو - بينهما كان الثوار الآخرون يواجهون قافلة من القوات الإفرنسية - يقودها تروملي - على الضفة اليسرى لواد سفلات. بالإضافة إلى قافلة ثانية على الضفة اليمنى لواد الجمعة - بقيادة قورشود - وكان الثوار يهيمنون عليها من ربوات سلامات.
وصل الحاج المقراني بقواته إلى مدينة البويرة يوم ٢ أيار - مايو - وفرض عليها الحصار. وحاول اقتحامها، غير أن الآغا بوزيد وأنصاره من أولاد بليل وأولاد عريب بزعامة القائد محمد بن منصور والقائد محمد بن إبراهيم قاوموه بشدة، فتراجع عنها إلى قرية (بوشرين) وعسكر بقواته في اليوم التالي بتسالة في أوساط بني مناد، وأخذ يستعد لمواجهة قوات سيريز التي كانت تتابع تحركاته، والتي اعترضتها قبائل صنهاجة واشتبكت معها ورفضت الاستسلام لها هي وأولاد سالم. وكانت صدمة المقراني كبيرة نتيجة فشله في إخضاع خصمه (الآغا بوزيد)، وكان قد حصل على ستة من رجاله في معركته، فحاول الإفادة منهم لمساومة (الآغا بوزيد) والاتصال به وبذل كل جهد مستطاع لاستمالته وضمه إلى صفوف الثورة، غير أن (الآغا بوزيد) كان مصمما على متابعة طريقه في خدمة الإفرنسيين، ومحاربة المقراني وأنصاره الرحمانيين. على كل حال، لم يكن باستطاعة الحاج المقراني