للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوقف طويلا في (تسالة) فغادرها بقواته التي بلغ عدد أفرادها ثمانية آلاف مقاتل، واتجه إلى الربوات المحيطة (بوادسفلات) عبر واد الجمعة في اليوم الرابع من أيار - مايو - وانتشر الثوار في وادي سيدي سالم بينما أقام الحاج المقراني معسكره في (وادي الرخام) الرافد الأيسر لوادي الجمعة، عند مصب (وادي غالو) على ربوة تدعى (كدية المسدور).

وكان اختيارد هذه المنطقة ناجحا، ذلك لأنها كانت منطقة وعرة المسالك ذات خوانق ضيقة، وربوات صخرية، وهضاب معقدة التضاريس، يصعب على الإفرنسيين التنقل فيها بدون أدلاء من أبناء المنطقة. غير أن (الآغا بوزيد) تكفل بحل هذه المشكلة، وأخذ على عاتقه إمداد الإفرنسيين بسيل من المعلومات عن تحرك الباشآغا المقراني، كما تعهد بتوجيه القوات الإفرنسية في تحركها عبر المناطق الصعبة. وبذلك استطاعت القوات الإفرنسية الوصول في يوم ٥ أيار - مايو - إلى (دارع بلخروب) غير بعيد عن معسكر الحاج المقراني، وأخذت هذه القوات بدفع مفارز الاستطلاع لتحديد مواقع الثوار، فاشتبكت معهم منذ طلوع الفجر، واستمرت حتى منتصف النهار بصورة متقطعة وعلى الرغم من أن الإفرنسيين كانوا على علم بوجود الحاج المقراني في تلك المنطقة، إلا أنهم لم يكونوا على علم بوجوده في ذلك المكان بالذات.

خفت حدة الاشتباكات في فترة الظهيرة حتى كادت تتوقف تقريبا. فمضى الحاج المقراني ورفاقه لأداء فريضة صلاة الظهر، ويظهر إنه لم يتخذ الاحتياطات الكافية، ولم يكن يعرف بوجود عدد من جنود (الزواف) الإفرنسيين يترصدونه هو ورفاقه على بعد أقل بن ألف متر. وبينما هو يصلي رماه أولئك الزواف بأربع رصاصات أصابته في جبهته، فسقط شهيدا على الفور وهو يردد شهادة التوحيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>