للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغزو الاستعماري ومقاومته. فكان للإخوان دورهم في ثورة الأمير عبد القادر وثورة الشريف بونبلة (سنة ١٨٥٦). وقاد الحاج عمر مقدم الرحمانيين - زوج لالافاطمة المجاهدة الشجاعة شيخة أيسو مار وإحدى بنات الشيخ علي بن عيسى الخليفة الأول لمؤسس زاوية الرحمانيين - بنفسه مقاومة جماهير الإخوان الرحمانيين ضد الجيش الإفرنسي الذي كان يقوم بعمليات الاستطلاع في جبال جرجرة تمهيدا لغزوها. وعندما نجحت فرنسا بالقضاء على ثورة الإخوان وأبعدت شيخهم الحاج عمر إلى مدينة نفطة التونسية، وتم لها اعتقال لالافاطمة بعد ذلك. تولى الشيخ محمد أمزيان بن علي الحداد مقدم زاوية صدوق الرحمانية قيادة الإخوان الرحمانيين، وأمكن له المحافظة على وحدتهم.

كان الموطن الأصلي لأجداد الحداد هو قرية بني منصور في جبال البيبان، على الضفة اليمنى لوادي الساحل والصومام - في مواجهة السفوح الشرقية لجبال جرجرة - (وغير بعيد من قرية أقبو الحالية). وانتقل البعض من هذه القرية إلى قرية (تيفرة) و (إيمولة) و (صدوق - أو فلة الفوقانية) ببني العيدل على الضفة اليمنى لوادي الصومام. وقد اكتسبت العائلة اسمها من احترافها لمهنة (الحدادة). وقد ولد محمد أمزيان الحداد سنة ١٢٠٨ هـ ١٧٩٣ م. وتلقى تعليمه في زاوية الشيخ ابن أعراب في قرية (آيت إيراثن) بجبال جرجرة حتى إذا ما توافر له القدر الكبير من العلم والمعرفة عاد إلى صدوق، وتفرغ للوعظ والإرشاد، وتكاثر الطلاب حوله بالزاوية التي أنشأها. فكان عدد الطلاب الملازمين لزاويته أكثر من مائتي طالب، يأكلون ويشربون ويقيمون مجانا، في حين ارتفع عدد الإخوان من المئات إلى الآلاف. وتدفقت على الزاوية أموال الهدايا والزيارات، وحبس الإخوان عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>