أوقافا كثيرة من الأراضي ذات المردود الواسع من الحبوب والغلال والخضار، مما ساعدها على أداء مهمتها الثقافية والدينية والاجتماعية، ومكنها من تقديم إعانات كثيرة للمعوزين والمنكوبين خلال المجاعة الكبيرة عامي ١٨٦٧ و ١٨٦٨. وعندما نفت السلطات الإفرنسية شيخ الرحمانيين الحاج عمر. أصبح الشيخ محمد الحداد هو الزعيم الملهم للإخوان الرحمانيين وامتدت سلطته الروحية ونفوذ زاويته على كل المنطقة الواسعة التي تشمل جبال البابور وحوض الصومام وجبال جرجرة وحوض الحضنة.
عرف عن الشيخ محمد الحداد عزوفه عن السلطة الرسمية، وقوة عاطفته الدينية، فكان أتباعه هم الممثلين الحقيقيين للطبقة الشعبية الفقيرة. ومن هنا جاءت المنافسة مع أولاد عبد السلام المقراني الذين كانوا يطمعون في التعاون مع السلطات الإفرنسية لدعم سلطتهم الدنيوية. وهذا ما حمل الحاج محمد المقراني لبذل وساطته في نهاية عام ١٨٧٠ لتأمين الوفاق بين أبناء عمومته والشيخ الحداد. وأمكن له إزالة أسباب الخلاف وتوثيق الروابط بين مجانة (الحاج محمد المقراني) وصدوق (الشيخ محمد الحداد). وعندما أشعل الحاج محمد المقراني ثورته في (مجانة) وأخذ في العمل على توسيع نطاقها، أرسل وفدا إلى (صدوق) يوم ٦ نيسان - إبريل - ١٨٧١ يضم ابن عمه الحاج بوزيد وصديقه محمد العربي بن حمولة وأربعة مقدمين آخرين من زعماء بني عباس، سلموا إلى الشيخ محمد الحداد رسالة (دعاه فيها إلى إعلان الثورة ودفع أخوانه إليها).
ولم يكن الإخوان الرحمانيون بحاجة لمن يستثيرهم للثورة، فقد كانوا في حالة ثورة دائمة، غير أن اشتراكهم كان - إفراديا - إذ صح