هو أن يهاجم قرية (الوديسية) ولكنه فشل في محاولته - كما حاول استمالة الزروق بن يللس وداوود بن كسكاس وضمهما إلى صف الثورة، ففشل في محاولته هذه أيضا. وحدثت بعد ذلك مجموعة من المعارك يومي ٦ و٧ أيار - مايو، تمكن خلالها سي عزيز من التقدم إلى زمالة عين عبيسة وتدمير برجها، وذلك بالرغم من النجدات الإفرنسية وحملات أنصار الإفرنسيين من أمثال داوود بن كسكاس، وأحمد بن زيدان قائد قرقور، والحاج بوعكاز. واستطاع سي عزيز تدمير القوة الإفرنسية المدافعة عن (برج عين عبيسة) هي ومن كان معها من الصبايحية والقواد وأولاد تابت.
ترددت أصداء انتصارات سي عزيز هذه بقوة، واستقبل الناس أخبارها بحماسة، فأقبلوا على الانضمام إليه. وعسكر بمن معه في جبل عنيني، وكان عددهم حوالي ستة آلاف محارب. وتصدت هذه القوات للإفرنسيين بعين رواح في ثنية الماجن. كما خاض ثوار أولاد ناصر معارك ضد داوود بن كسكاس على بعد عشرين كيلومترا من جبل باوش في عين الكحلة، واستشهد في هذه المعارك عدد من المجاهدين. وعلى أثر هذه المعارك، انسحب (سي عزيز) إلى عموشة لاستشارة أولاد صالح واستنهاض هممهم. في حين انسحبت القوات الإفرنسية إلى تاقيطونت، تحت وابل رصاص الثوار.
غادر سي عزيز بعد ذلك عموشة، وانضم إلى معسكر أخيه الشيخ محمد في (تيزي الجمعة) حول بجاية. ولم يلبث أن انضم إليها بومزراق يوم ١٦ أيار - مايو - وتم تنظيم مجموعة من الهجمات ضد القوات الإفرنسية وأعوانها في المنطقة. وقامت البوارج الإفرنسية بقصف القرى المجاورة لمصب وادي الصومام. ثم اتجه سي عزيز