وعائلة ابن حبيلس. وعلى أساس هذه المعلومات، حاول سي عزيز أن يضع استراتيجية جديدة للحرب. فقسم قواته يوم ٢٨ أيار - مايو إلى خمس كتائب: الأولى، وجهها إلى بني عزيز لتدمير برج القائد بلقاسم بن حبيلس الذي رفض الإجابة على رسائله والتجأ إلى جيجل. ونفذت هذه الكتيبة مهمتها بنجاح. أما الكتيبتين الثانية والثالثة فقد وجههما إلى (بني فوغال) على طريق فج العوانة وقرية سلمة. وكلفت الكتيبتان الرابعة والخامسة بالتوجه عبر منخفض دار الوادي لمهاجمة بعض قرى بني فوغال التي عارض سكانها حركة الثورة.
شهدت قرية سلمة وأحوازها معارك كثيرة، وقام سي عزيز خلال يومي ٢٩ و ٣٠ أيار - مايو - بإحراق كل مراكز الأوربيين والقادة الجزائريين الموالين لهم والذين التجؤوا إلى جيجل. وعسكر يوم ٣١ أيار - مايو - في أولاد خديم علام، بعد أن غادر فج سلمة، ودمر برج القائد أحمد بن منية في يوم ١ حزيران - يونيو - بسبب رفضه التعاون مع الثورة.
غادر سي عزيز منطقة جيجل إلى عموشة - عبر فرجيوة - في اليوم الثاني من حزيران - يونيو - وخلف وراءه المقدمين الثلاثة: القريشي ابن سيدي سعدون وعمر بوعرعور والطيب بن مبارك بودفيش، لإدارة الأعمال القتالية ضد جيجل، مع عدد من النواب والقادة الآخرين. فاتجه القريشي وعمر بن أمقران - مقدم بني شقوال بقواتها إلى الشمال - نحو ساحل البحر - وترك - القريشي - عددا من الثوار لحراسة سكان وادي جنجن من بني يدر وبني حبيبي. واتجه هو إلى جيجل بمن معه من الثوار يوم ٧ حزيران - يونيو - وتعرض لقصف