البوارج الإفرنسية من البحر، وعاود الهجوم على المدينة صباح يوم ٩ حزيران - يونيو - من أعاليها الغربية، واستمر في هجومه حتى منتصف النهار. وكررت قواته الهجوم يوم (١١) من عدة جهات، ودمرت قنوات المياه التي تزود المدينة بمياه الشرب، واستشهد في هذه المعارك عدد كبير من الثوار. وتعاونت القوات البرية الإفرنسية مع القوات البحرية في صد هجوم الثوار عن جيجل، كما قصفت البوارج الإفرنسية مركزا للثوار طوال معارك الأيام الثلاثة، مما اضطر القريشي وابن أمقران إلى الانسحاب نحو شرق المدينة، لإعادة تنظيم القوات للمعركة ومواجهة الموقف الجديد، بينما تابع عمر بو عرعور حصار المدينة من أحوازها بعدد من الثوار. وقد اتجه عمر بو عرعور والقريشي إلى بني حبيب قرب مصب الوادي الكبير، ومن هناك إلى زاوية سيدي ورتيز لمقابلة شيخها ومقدمها الرحماني - محمد بن فيالة - ودعوته إلى حمل السلاح. وراسل القريشي القائد بلقاسم بن رابح بوزيان قائد أولاد عوات، لاستمالته وضمه إلى صف الثورة. غير أن هذا الأخير قام يتسليم الرسالة إلى الحاكم الإفرنسي لمنطقة المليلة.
بينما كان القريشي ورفاقه تخوضون المعارك حول جيجل في محاولة لاقتحامها والسيطرة عليها، كان (سي عزيز) يخوض معارك أخرى ضد الإفرنسيين في كدية البيضاء قرب الوديسية، وضد الإفرنسيين وأنصارهم من أولاد نابت وأولاد صعدة في جنوب سطيف. وقامت القوات الإفرنسية بإحراق عدد من القرى في خراطة وذراع القايد وساحل قبلي وبني سليمان. ودافع الثوار ببسالة عن شرفهم، غير أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ثم توجه (سي عزيز) إلى (جرمونة) يوم ٢٢ حزيران - يونيو - ١٨٧١ - ووجه فور وصوله إليها نداءا طالب فيه سكان بني سليمان وصدوق