للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتوحه إلى قرى شمال سطيف عن طريق الساحل القبلي، نظرا لما كان يجابهه المجاهدون من صعوبات في عملياتهم ضد القوات الإفرنسية في قصر الطير. وعقد اجتماعا مع زعماء الثوار في جرمونة صباح يوم ٢٤ حزيران - يونيو - تم فيه الاتفاق على مهاجمة معسكر الإفرنسيين في كدية البيضاء، وتالة وزران - أو إيفاسن - وتوجهت القوات التي كان عدد مقاتليها يزيد على (٨٠) ألف رجل إلى (تالة وزران) وخاضت هناك معارك ضارية في ظروف غير متكافئة استشهد خلالها حوالي مائة وخمسون من المجاهدين مقابل ثمانية من قتلى الأوروبيين. وعلى أثرها اتجه سي عزيز إلى صدوق، وعلامات الفشل بادية عليه وعلى أتباعه. وهناك، في صدوق، أصيب سي عزيز بإحباط جديد، فقد وجد جبهة أخيه الشيخ محمد وهي في حالة سيئة من التمزق، بحيث لم يتمكن من إحراز أي نصر منذ معركة (تالة وريان) في أواخر شهر نيسان - إبريل - وعندئذ انتقل سي عزيز إلى جبال جرجرة. فوجد فيها الأوضاع متدهورة إلى درجة سيئة، فقد خاض المجاهدون معركة (إيشر يضن) يوم ٢٤ حزيران - يونيو - وهي المعركة التي تعاونت فيها القوات الإفرنسية حتى أنزلت بالثوار خسائر فادحة، وألحقت بهم الهزيمة، وقامت بعد ذلك بإحراق قراهم وتشتيت عائلاتهم على نحو ما كانت قد فعلته من قبل في معركة عام ١٨٥٧ في نفس اليوم وفي المكان ذاته، مما أدى إلى إضعاف الثوار في هذه المنطقة. واتجه سي عزيز إلى معسكر (علي أوقاسي) الذي كان يعاني هو الآخر من مصاعب لا نهاية لها. وعندئذ قرر سي عزيز الأخذ بنصيحة والده، والاستسلام لأعدائه.

كانت الخطوة الأولى في هذا المضمار قيام (علي أوقاسي) بتوجيه

<<  <  ج: ص:  >  >>