الإفرنسيون في إحكام الحصار عليهم. فتجمعوا كلهم بجبال عياض وكيانة بالمعاضيد بما تبقى لهم من متاع وحبوب وحيوانات.
أخذ المقرانيون طريقهم صوب الجنوب، إلى أعماق الصحراء، يوم ٨ تشرين الأول - أكتوبر -،وعندما وصلوا إلى (قبر السلوقي) بجوار قلعة بني حماد في سفح جبل الجفان بجبال عياض، باغتتهم القوات الإفرنسية، فخاضوا ضدها معركة ضارية (دعيت بمعركة قبر السلوقي). واستبسلوا في الدفاع عن حريمهم وشرفهم، وفقدوا أثناء المعركة معظم ما كان معهم من المتاع والحبوب والدواب والأغنام. وكانت هذه المعركة نهإية لقوة المقرانيين ونفوذهم في الشمال، وقررت مصيرهم النهائي. وأقنعتهم بالحاجة إلى الفرار بأنفسهم إلى خارج الوطن. فأسرعوا في الحال إلى مغادرة المكان، مخلفين وراءهم عددا من فرسان الحشم لحماية مؤخرتهم، وإشغال الإفرنسيين عن مطاردتهم. ومروا بالمسيلة، ووصلوا إلى سد الجير مساء يوم ٩ تشرين الأول - أكتوبر - ووصلوا في اليوم التالي إلى (أوقلت البيضاء على شاطىء حوض الزاغر الشرقي). وكان في رأي بعضهم العودة لمجابهة القوات الإفرنسية في معارك أخرى، غير أن الأغلبية ومنهم بو مزراق، كانوا يريدون التوجه إلى تونس عبر تقرت وسوف ونفطة وتوزر.
انتقلت قافلة المقرانيين من شاطىء الزاغر إلى (وادي مجدل) وفشل الإفرنسيون في مطاردتهم على الرغم من كل الجهود التي
بذلوها، هم وعملأوهم من أمثال (بلقاسم بللحرش - باشآغا أولاد نايل) و (الصخري بن بوضياف - قائد السوامة). واخترق المقرانيون بسلام بلاد أولاد نايل وأولاد زكري خلال يومي ١٤ و١٥ تشرين