للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن بورنان إلى المسيلة، واشتبكوا مع القوات الإفرنسية في مجموعة من المعارك التي لم تكن نتائجها في مصلحة الثوار. فأقام ابن بوداوود معسكره في جنوب المسيلة بصحبة زعيم أولاد نجاح - الشيخ جنان بن دري - وانطلق للتنقل في المنطقة من أجل حشد المجاهدين وجمع المؤن والذخائر الحربية، واستمر في ذلك نحوا من نصف شهر عاد بعدها إلى المسيلة. أما بومزراق فقد اتجه إلى ونوغة لجمع الأنصار أيضا، ونشط حمود بن بورنان في منطقة مزيتة وبني منصور والصورة في أوائل أيلول - سبتمبر - ولم تطل إقامة ابن داوود في المسيلة، فقد عاد مسرعا إلى بلاد السوامع بالمعاضيد قرب قلعة بني حماد، بينما تمركز بومزراق في وراسن قرب أولاد خلوف بالبيبان.

اعترض ابن داوود طريق قافلة تموين فرنسية كانت في طريقها إلى المسيلة. وذلك في منطقة (بضاية العتروس) يوم (٧) أيلول - سبتمبر - ثم انتقل بعدها إلى جهات ونوغة في منتصف الشهر بهدف حشد الأنصار والذخائر الحربية، وكلف عددا من المبعوثين بالتوجه إلى عدد من من المناطق للاضطلاع بتنفيذ المهمة ذاتها. وعاد هو بعد ذلك إلى المسيلة - عبر منطقة أولاد سيدي هجرس - فوصلها يوم ٢٠ أيلول - سبتمبر -. وانصرف على الفور لوضع خطة العمل في جبال الحضنة، مع عدد من أبناء عمومته، واتفقوا على جمع المزيد من وسائط النقل، كالبغال والحمير والجمال، من أجل نقل أفراد عائلة أولاد مقران، وما بقي لهم من متاع، بعد أن ظهر تصميم الإفرنسيين على ملاحقتهم ومطاردة بومزراق - رأس الثورة بعد أخيه - ولم يتأخر بو مزراق عن الالتحاق بهم للاشتراك معهم في تدبير الأمور. وكان الاتفاق تاما بينهم على مغادرة الشمال والاتجاه إلى الجنوب بعد أن أخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>