للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيلة بعد معركة بو عساكر يوم ١٩ حزيران - يونيو - وبصحبته عدد من أفراد عائلة أولاد مقران الذين تجمعوا هناك رجالا ونساء وأطفالا، وأخذ من هناك يزود بومزراق بالفرنسان والجنود والمؤن. وشد قبضة الحصار على مدينة (بوسعادة) وهاجم أعوان الإفرنسيين في سيدي عيسى يوم ٧ تموز - يوليو - والذين كانوا يستعدون لمهاجمته. وكاتب وجهاء المدية وبوغار بالتيطري محاولا استمالتهم، كما نشط دعاته في جمع الأنصار الجدد بقريتي قطيفة وسيدي بلخير. ولكي ينجح بو داوود في احتلال بوسعادة، قطع خط الهاتف الذي يربطها بالجلفة، وهاجم الإفرنسيين الموجودين في قرية العليق، وكرر هجماته على بوسعادة نفسها يومي ٢٠ و٢١ تموز - يوليو - ثم عسكر في قصر الديس، وتجمع حوله ثوار المنطقة، واشتركوا معه في شن الهجوم الثالث الواسع على بو سعادة يوم ٢٣ من الشهر ذاته - بأمر من بومزراق - واضطر الإفرنسيون أن ينجدوا أعوانهم وقواتهم المحاصرة بالمدينة، في حين انسحب ابن بوداوود وأتباعه إلى قرى أولاد جلال جنوب - شرق المدينة.

خاض الثوار المقرانيون عددا من المعارك بمنطقة بوسعادة في بداية شهر آب - أغسطس -، وامتد ميدان العمليات إلى (ملوزة). وتجمع الثوار بعد ذلك في (كاف العقاب) حيث اصطدموا بقوات الإفرنسيين، وخاضوا معها معركة كبيرة يوم ٥ - آب - أغسطس - ١٨٧١ عرفت (بمعركة كاف العقاب). واتجه (ابن بوداوود) وأولاد مقران بعدها إلى أولاد حناش بالمعاضيد - إلى جوار آثار قلعة بني عباس - واتفقوا على مهاجمة مدينة المسيلة، لاعتراض القوات الإفرنسية. وكتب بو مزراق رسالة إلى جماعة مزيتة بالبيبان يعلمهم فيها بما اتفق عليه هو وكبار أهل الحضنة والسعيد بن داوود من مواصلة المعركة. وفي يوم ٢٤ آب - أغسطس - اتجه بو مزراق وابن داوود وحمود

<<  <  ج: ص:  >  >>