الأول - أكتوبر -. واعترض سبيلهم يوم ١٧ مخازنية أم العدم، غير أنهم تمكنوا من متابعة سيرهم إلى الجنوب حتى وصلوا (ورقلة) وحلوا بها يوم ٢٠ تشرين الأول - أكتوبر - حيث استقبلهم بحفاوة بالغة كلا من (بوشوشة)(١) و (بن شهرة) و (الزبير ولد سيدي الشيخ) واتفق رأيهم على الهجرة إلى تونس، والأخذ باقتراح بومزراق.
تحركت معظم أرتال الإفرنسيين نحو الصحراء، واستعانت بأنصارها وأعوانها لمطاردة المقرانيين وعسكر هؤلاء في حاسي بوروبة مع ابن ناصر بن شهرة يوم ١٧ كانون الأول - ديسمبر - ومن هناك انتقلوا إلى (حاسي قدور) جنوبا، ثم إلى (حاسي تامزقيدة) حيث اشتركوا يوم ٩ كانون الثاني - يناير - ١٨٧٢ في مواجهة القوات الإفرنسية التي داهمت قافلة (بوشوشة)، واضطروا للتخلي عن معظم متاعهم وجمالهم المتعبة وقطعان مواشيهم حتى يستطيعوا النجاة بأنفسهم، ومع ذلك، أسر الإفرنسيون لهم شخصين هما: عبد العزيز
(١) كان (بوشوشة) لاجئا في عين صالح منذ أيار - مايو - سنة ١٨٦٩، وقد استغل قيام الثورة، فزحف بأتباعه نحو الشمال، وهاجم في طريقه الشعانبة، المعارضين له في متليلي. وشجعته عائلة بوشمال (بتقرت) وبنو سيسين (بورقلة والرويسات) على مهاجة (تقرت وورقلة) وانتزاعهما من علي باي - الموالي للإفرنسيين في قاعدته سوف - كما وصلته رسائل من محيي الدين بن عبد القادر وابن ناصر بن شهرة يدعوانه للتوجه إلى الشمال، وفي يوم ٥ آذار - مارس - سيطر على ((نقوسة وورقلة) بتأييد من المخادمة، وعاقب الميزابيين الذين لم يتحمسوا لسلطته وحركته. وقد عسكر المخادمة في قور بقرات شرق ورقلة، وخاصوا معارك ضد المخازنية الذي كان يقودهم الأخوان: نعمان بن ذباح وأخوه سليمان - بتأييد من الإفرنسيين، وعلي باي آغا توقرت وورقلة وفقدوا عددا من الرجال والجمال. وبذلك أصبحت منطقة الصحراء الشرقية أوائل عام ١٨٧١م مضطربة، لا كلام فيها إلا للأسلحة مع اختلاف الظروف والعوامل. (ثورة ١٨٧١ - الدكتور يحيى أبو عزيز - ص ١٩٣ و٣٩٤ - ٣٠٧).