ابن محمد - قاضي ساحل قبلي - ومحمد العربي بن حمودة - قاضي مجانة - أما بوشوشة فقد خسر كل زمالته خلال المطاردة، وكان تحت حوزته قبل ذلك آلاف القطعان والجمال والهوادج والزرابي والخدم.
انتقل المقرانيون من (قورد عيش) إلى (حاسي جريبية) ومن ورائهم القوات الإفرنسية تطاردهم، وعندما وصلوا إلى عين الطيبة، اصطدموا بمجموعة من القوم الذين كانوا يقومون بدورية استكشاف يوم ١٧ كانون الثاني - يناير - ومن هناك قادهم ابن ناصر بن شهرة إلى داخل الحدود التونسية. ولم يكن بومزراق حاضرا مههم معركة (عين الطيبة) لأنه تاه عن القافلة منذ يوم ١٤ كانون الثاني - يناير - هو وابن عمه مسعود بن عبد الرحمن عندما حاولا أن يقوما بعملية استطلاع لتأمين الطريق لها. وبقيا في الصحراء. وتعرضا للجوع والعطش طوال ستة أيام. وفي يوم ٢٠ كانون الثاني - يناير - ١٨٧٢، عثرت عليهما دورية استطلاع فرنسية، أمام بركة ماء قرب (واحة الرويسات) الواقعة على بعد كيلومترين اثنين من مدينة ورقلة، وهما في حالة إغماء، فحملتهما إلى المعسكر الإفرنسي بالرويسات حيث أسعفا حتى استفاقا وتم التعرف على (بو مزراق).
انطفأ لهيب الثورة - إلى حين - ومضت السلطة الاستعمارية الإفرنسية لتنفيذ مخططاتها، فأحالت زعماء الثورة إلى المحاكم أفرادا وجماعات. ووزعتهم إلى عدة مجموعات رئيسية في عدة محاضر وجلسات، أكبرها المحضر الذي أعد في محكمة الجزائر العاصمة ضد مائتين وثلاثة عشر متهما، بينهم أربعة وستون شخصا تمت محاكمتهم بصورة غيابية - وحول هذا المحضر إلى محكمة الجنايات بمدينة قسطينة يوم ٢١ أيلول - سبتمبر - ١٨٧٢. وكان من بين المتهمين فيه الشيخ الحداد وابناه سي عزيز ومحمد، وتسعة عشر شخصا من المقرانيين