كلهم في حالة غياب ما عدا (بومزراق). وابن عمه (علي بن بوزيان) وابن عمه (مسعود بن عبد الرحمن) واستمرت المداولات حوالي ستة شهور.
وصدر الحكم على (بومزراق) بالإعدام يوم ٢٧ آذار - مارس - ١٨٧٣.
وصدر الحكم على الشيخ الحداد وابنيه يوم ١٩ نيسان - إبريل - ١٨٧٣، فحكم على الشيخ الحداد - الذي كان يتجاوز الثمانين من عمره - بالسجن الانفرادي لمدة خمس سنوات، وعلى عزيز بالنفي العادي خارج البلاد، وعلى أخيه بالسجن الانفرادي عشر سنوات. ولم يعش الشيخ الحداد بعد صدور الحكم عليه. وروي عنه أنه قال عند سماعه للحكم (لقد حكمتم علي بخمس سنوات وأرادها الله خمسة أيام). وتوفي مساء الاثنين ٢٩ نيسان - إبريل - ١٨٧٣. وعندما وصلت هذه الأحكام إلى رئيس الجمهورية الإفرنسية للتصديق عليها، يوم ١٩ آب - أغسطس - ١٨٧٣، تم تعديلها بالنفي للجميع في مدينة نومية عاصمة جزيرة (كاليدونيا الجديدة).وبلغ عدد المجاهدين الذين أبعدوا إلى المنفى في كاليدونيا (١٠٤) جزائريا.
أذنت السلطات الإفرنسية للجزائريين المنفيين (بكاليدونيا) بالعودة إلى الوطن في سنة ١٨٨٢، غير أن بومزراق بقي في منفاه، وحاول إقناع بعض إخوانه بالبقاء معه، فرفضوا كما رفضت زوجاته الثلاث ذلك، وطلبن الطلاق منه. وبقي بالجزيرة ما يقرب من ربع قرن، إلى أن حصل له ابنه (الوانوغي بومزراق) مفتي الأصنام - إذن بالعودة إلى الجزائر، فوصلها في بداية شهر تموز - يوليو - ١٩٠٤م. بعد غيبة واحد وثلاثين عاما. ووجد أن كل شيء قد تبدل وتغير. واستقر بالجزائر العاصمة ما يقرب من عام بعيدا عن ابنه بالأصنام