على أساس موضوعي من جهة، وعلى أساس نتائج الثورة وما تركته من ظلال على أفق المستقبل من جهة ثانية.
لقد اعتمدت السياسة الاستراتيجية للاستعمار - عامة - والاستعمار الإفرنسي - خاصة على مجموعة من العوامل، أبرزها بشكل واضح العرض السابق لمسيرة الأحداث ومنها:
١ - الإفادة من التفوق العلمي والتقني لإبراز - تفوق الرجل الأبيض، الأوروبي - ونشر القناعة بأفضليته للحكم، وقدرته على حكم البلاد.
٢ - تسخير - أو خلق - الظروف السياسية لعزل المسعمرات عن محيطها الجغرافي، وهكذا كانت الجزائر معزولة عن عالمها العربي - الإسلامي وحتى عن جوارها - المغرب وتونس.
٣ - الانتشار كبقعة الزيت، بالاعتماد على فئات مختارة يتم استخدامها مرحليا لضرب الفئات المناوئة.
٤ - افتعال الأزمات والأحداث لدفع أبناء المستعمرات للثورة والتمرد، من أجل استثمار نتائجها لإجراء التصفيات الاجماعية تمهيدا لتطوير الاستعمار الاستيطاني.
٥ - العمل على تدمير القيادات التقليدية والقواعد الصلبة (الدينية والاجتماعية) لتكوين قيادات عملية يقتصر دورها على تنفيذ المخططات الاستعمارية، الأمر الذي يضع هذه القيادات في حالة من العزلة عن جماهير الشعب، مما يدفعها إلى الاعتماد كليا والتبعية نهائيا للاستعمار وقادته.