٦ - تغطية وحشية الاستعمار بغطاء ميثولوجي، وستار من الفضائل الحضارية المزعومة ضمن إطار حرب صليبية - علمية. (وهذا أحد تناقضات الاستعمار). وتؤكد أحداث ثورة ١٨٧١، كل تلك الأسس الاستراتيجية، وهي الأحداث التي يمكن تلخيصها بالتالي:(كانت الثورة الدفينة منتشرة في كل مكان من الجزائر، فشكلت تيارا عاما، وكانت في حاجة للمفجر، فجاء المقراني وفجرها، وعمل الحداد على دعمها، ثم ظهر لقيادة الثورة صعوبة الاستمرار أمام أعداء الداخل والخارج وأمام ظروف العزلة الدولية، وأمام الضعف في وسائط القتال. وظن قادة الثورة أنهم يستطيعون إنقاذ ما يمكن لهم إنقاذه إن هم استسلموا لفرنسا على نحو ما فعله الأمير عبد القادر، في محاولة لتخفيف أعباء الحرب عن مواطنيهم، غير أن فرنسا مضت لاستثمار ظروف الثورة وتوظيف نتائجها لتطوير استعمارها الاستيطاني).
لم يكن أمام قيادة ثورة ١٨٧١ غير طريق الثورة، كما لم يكن أمامهم فيما بعد من طريق غير طريق الشهادة لمن استشهد والاستسلام لمن وقع في الأسر. تلك هي الخيارات الضيقة التي بقيت مفتوحة أمام أبناء البلاد التي خضعت للاستعمار - وفي طليعتها الجزائر المجاهدة.
وأكد الاستعمار الإفرنسي على طبيعته وعلى دوره في أحداث ثورة سنة ١٨٧١ من خلال ما ارتكبه من جرائم وحشية ضد المجاهدين الجزائريين. ومن خلال الأحكام القاسية على قادة الثورة وزعمائها، ثم من خلال أعمال المصادرة لممتلكات الجزائريين وأراضيهم وهو ما تبرزه المقولة التالية:
(كانت أعمال المصادرة في ثورة ١٨٧١، مصدرا لكسب المزيد