الثورات التي تمخض عنها العالم العربي - والإسلامي طوال فترة عهد الاستعمار، بداية من أفغانستان ومرورا ببلاد الشام ومصر والسودان ونهاية بالمغرب العربي - الإسلامي. كما أنها مشابهة أيضا في ظروفها ونتائجها لتلك الثورات كلها. ولقد ألقت ثورة سنة ١٨٧١ بظلالها على أفق المستقبل، وكان من أبرز نتائجها إسقاط مقولة (دمج الجزائر بفرنسا) وتعميق الهوة بين المجاهدين في سبيل الله والغزاة الغربيين - الإفرنسيين - تحت راية (لحملة الصليبية الجديدة).
لقد دفع ثوار سنة ١٨٧١، الثمن غاليا، من دمائهم وجهودهم وتضحياتهم. ولم تكن تنقصهم الكفاءة الإدارية أو الخبرة لإدارة الحرب، غير أن ما كان ينقصهم هو (الظروف المناسبة لانتصار الثورة)، فكانت تجربة ثورة سنة ١٨٧١ - بظروفها ونتائجها هي إحدى المنارات المضيئة، إن لم تكن من أكبر تلك المنارات على درب الثورة والجهاد.