حاولت فرنسا بعد ذلك التوسع في اتجاه الغرب، غير أنها اصطدمت بمقاومة الدول الغربية (إنكلترا وألمانيا). وفي سنة ١٩٠٤، انتزعت فرنسا موافقة بريطانيا وإسبانيا على مشروعاتها التوسعية بعد أن اعترفت لإنكلترا بحق استعمار مصر، وبعد أن منحت إسبانيا منطقة نفوذ أوسع في ممتلكاتها السابقة في المغرب. وكان الإفرنسيون قد قدموا لسلطان مراكش - السلطان عبد العزيز -مشروعا للإصلاح الإداري، يتم تنفيذه بمساعدتهم.
عندما وصل الإمبراطور البروسي - ويلهلم الثاني - أرض طنجة في ٣١ آذار - مارس - ١٩٠٥ - وكان يقوم برحلة في البحر المتوسط - بعد أن حرضه على ذلك مستشاروه الذين كانوا يؤيدون مصالح (الأخوة مانسمان) الاقتصادية في مناجم مراكش.
وهناك في طنجة، ألقى القيصر ويلهلم خطابا أيد فيه استقلال السلطان، وعلى أثر هذا الخطاب، نجح السلطان عبد العزيز في عقد مؤتمر دولي لبحث المسألة المراكشية. ولقد عقد هذا المؤتمر في الجزيرة الخضراء في الفترة من ١٥ كانون الثاني - يناير - إلى ٧ نيسان - أبريل - ١٩٠٦، لينتهي إلى الاعتراف بسيادة السلطان، والاتفاق على تنظيم شرطة دولية - بوليس - لحراسة المرافىء، وإقامة مصرف للدولة يكون رأس ماله أوروبيا.
تسبب تعاظم التدخل الأجنبي بأمور مراكش في اضطراب النظام والأمن، وبدأ الموقف في الخروج من قبضة السلطان عبد العزيز، واستمرت فرنسا ذلك لتقوم باحتلال (وجدة) و (الدار البيضاء) في سنة ١٩٠٧, وما لبث عبد الحفيظ أن ثار على أخيه السلطان عبد العزيز مستغلا الاستياء العام في طول البلاد وعرضها، وحمل الفقهاء