للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خلعه. وتمكن من إخضاع البلاد كلها لطاعته خلال فترة وجيزة. واعترفت به أيضا كل من إسبانيا وفرنسا بعد أن أعلن اعترافه باتفاقات الجزيرة الخضراء.

ولكن عبد الحفيظ لم يكن أقدر من أخيه على مواجهة الأوضاع العسيرة التي خلقها التحريض الخارجي، فطوقه الثوار في فاس سنة ١٩١١، مما دفعه إلى التماس الدعم من فرسا. والواقع، أن هذا الحادث قرر مصير البلاد، على الرغم من أن ألمانيا ظلت تحاول أن تضمن لنفسها بعض الحقوق عن طريق هجومها على أغادير (وهو الهجوم المعروف بوثبة النمر، إذ أرسلت إلى أغادير مركبا حربيا، اسمه النمر (تايغر) بعد أن كانت إسبانيا قد وسعت منطقتها أيضا احتلال العرائش والقصر.

ومهما يكن من أمر، فقد اعترفت ألمانيا ذاتها، آخر الأمر، الحماية الإفرنسية لمراكش - وهي الحماية التي حددت شروطها بصورة رسمية في المعاهد التي عقدت مع السلطان في ٤ تشرين الثاني نوفمبر - سنة ١٩١٢. وخلف عبد الحفيظ السلطان يوسف، حتى إذا توفي هذا سنة ١٩٢٧، خلفه ابنه محمد الثالث. ووطد المارشال (ليوتي) (١) بما شن على القبائل المعادية، سلطة الحكومة التي


(١) ليوتي - لويس هيبرت غونزالف: (Lyautey, Louis Hubert Gonzalve) ماريشال إفرنسي، من مواليد مدينة نانسي (١٨٥٤ - ١٩٣٤). برز اسمه في استعمار الهند الصينية (فييتنام) ثم في استعمار مدغشقر وفي الأعمال القتالية في جنوب وهران نظم في سنة ١٩١٢ عملية الحماية على المغرب - مراكش - الأمر الذي أثار ألمانيا وكان حافزا أساسيا في هجومها على فرنسا في الحرب العالمية الأولى. وقد أصبح وزيرا للحربية الإفرنسية (١٩١٦ - ١٩١٧). وهو صاحب الدور الأساسي في قانون الظهير البربري.

<<  <  ج: ص:  >  >>