للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذه الطرائق: (استطاع الإيطاليون تشريد ثلث مليون من السكان، وأبادوا ثلث مليون آخر، وتركوا بعد ذلك للمدارس الإطالية إكمال المهمة، فلم يتركوا في طول البلاد وعرضها مدرسة غير إيطالية. وضمنت المدارس الإيطالية القضاء على الدين الإسلامي بجعل التعليم فيها إجباريا. وتكفلت دور الفحش والدعارة بواجب إفساد أخلاق الشبان. وبدؤوا بالتمييز بين العرب والبربر، على أمل تنصير الجنس البربري من أهل طرابلس وبرقة) (١).

وتبقى المنافسة الاستعمارية بين إنكلترا وفرنسا للسيطرة على مصر، هي البداية للصراع على العالم العربي، وقد برزت هذه المنافسة بشكلها الواضح في عهد (محمد علي باشا) وورثته على حكم مصر. حتى إذا ما أمكن توريط هؤلاء الورثة بمشكلات اقصادية مستعصية على الحل. وجدت أوروبا فرصتها لإحكام قبضتها على مصر، فتم تشكيل لجنة أوروبية لتسوية الديون والحد من سياسة الخديوي توفيق المالية. وكانت هذه (الوصاية المالية) كافية لفرض الهيمنة على الدولة بكاملها.

كانت بريطانيا تتطلع في الواقع منذ عهد بعيد للسيطرة على


(١) لمطالعة المزيد عن أعمال الإيطاليين خلال فترة الغزو. يمكن الرجوع إلى: حاضر العالم الإسلامي - الأمير شكيب أرسلان ٢/ ٦٤ - ١٢٨. وفي الصفحة ٨٤ رسالة للبطل عمر المختار، يشير فيها إلى أن كل ما سبق وصفه ليس إلا قليلا من كثير. وأن ما ارتكبه الإيطاليون بحق الشعب العربي المسلم هو مما يعجز الإنسان عن وصفه أو الإحاطة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>