للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر، بحجة تأمين طريق الهند للتجارة، وجاء احتلال فرنسا للمغرب العربي - الإسلامي ليمهد الطريق أمام إنكلترا للسير نحو قلب العالم العربي الإسلامي. وقد تظاهرت انكلترا في البداية أنها راغبة بمشاركة الدول الأوروبية في الهيمنة على مصر. وقد أدى تدخل (اللجنة الأوروبية) في أمور مصر الداخلية، (كإنقاص عدد أفراد الجيش المصري - بهدف التوفير) إلى ظهور تناقضات حادة، برزت من خلالها الإرادة المصرية - الوطنية في شخص أحمد عرابي، الذي أصبح وزيرا للحربية في شهر شباط - فبراير - سنة ١٨٨٢م. والذي تولى قيادة الحزب الوطني، والمطالبة بالإصلاحات لمصلحة الفلاحين المصريين ضد أصحاب الاقطاعات الواسعة من ذوي الأصول التركية. ولكن الضباط الأتراك في قيادة الجيش المصري دبروا مؤامرة ضد (الزعيم أحمد عرابي)، انتهت إلى نشوب خلاف بينه وبين الخديوي. وهنا دعا أحمد عرابي مجلس النظار إلى عقد مجلس من الأعيان رغم إرادة الخديوي.

واغتنمت بريطانيا الفرصة لتعلن أن سلامة الأوروبيين في مصر باتت (مهددة بالخطر). وأوعزت إلى أسطولها للقيام مع الأسطول الإفرنسي بتظاهرة عسكرية في مياه الإسكندرية. وأسرع - عرابي باشا - إلى تحصين الإسكندرية والاستعداد لمجابهة احتمالات العدوان. وفي هذه الفترة استدعت فرنسا أسطولها، وتركت لبريطانيا حرية العمل ضد مصر، فوجهت إنذارها إلى أحمد عرابي بإيقاف العمل في تحصين الإسكندرية.

وازدادت حدة التوتر في مصر، ووقعت بعض الاعتداءات على

<<  <  ج: ص:  >  >>