للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضع سوريا كلها تحت الانتداب الإفرنسي، ولم تكن هذه التسمية سوى الغطاء الرسمي لإخفاء بشاعة الاستعمار وسوءاته، وهو ما أكده وزير الخارجية البريطاني - اللورد كرزون - في خطابه أمام مجلس اللوردات، يوم ٢٥ حزيران - يونيو - سنة ١٩٢٠، حيث أعلن: (بأن انتدابات جمعية الأمم ليست إلا حديث خرافة، ذلك لأنها الوسيلة لتوزيع البلاد المفتوحة بين المنتصرين) (١).

ومضت فرنسا لتنفيذ مخطط (الانتداب)، فوجهت إنذارا إلى الملك فيصل (٢) في ١٤ تموز - يوليو - سنة ١٩٢٠ للاعتراف بالانتداب الإفرنسي على الساحل. ورفض الملك فيصل الإنذار، فاحتلت القوات الإفرنسية حلب يوم ٢٣ تموز - يوليو - وأعقبها احتلال دمشق (بعد معركة ميسلون التي انتصر فيها الجنرال غورو على جيش يوسف العظمة الحديث التكوين). ودخلت القوات الإفرنسية دمشق يوم ٢٥ تموز - يوليو.

ولم تلبث فرنسا أن قسمت سوريا إلى أربع دول؛ هي أ - لبنان الكبير. ب - دمشق. ج - حلب. د - دولة العلويين (وهي منطقة النصيرية الواقعة شمالي لبنان بين العاصي والبحر المتوسط). ليس هذا فحسب، بل لقد ضمت بيروت وطرابلس والبقاع إلى دولة لبنان الكبير. وهكذا، وبينما كان في لبنان قبل ذلك (٢٠٠) ألف ماروني موالين لفرنسا، شكلت فرنسا كيانا يضم الأقليات


(١) تاريخ الشعوب الإسلامية - بروكلمان - ص ٧٦٢.
(٢) كان الشعب السوري قد بايع الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكا على سوريا في ٨ آذار - مارس - ١٩٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>