أن تنسقا الجهد فيما بينهما لتمزيق بقايا العالم الإسلامي في إطار معاهدة سايكس - بيكو الشهيرة، وفي إطار إقامة كيان صهيوني في فلسطين (وفقا لما تضمنه تصريح بلفور في ٢ تشرين الثاني - نوفمبر -سنة ١٩١٧). وأكد ذلك أن الحلفاء قد انتهوا إلى قرارات مختلفة جدا عن نص البيان الإفرنسي البريطاني، الذي أعلن بعد هدنة مودرس في ٨ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩١٨ وفيه:(أن هدف الدولتين هو تحرير الشعوب الخاضعة للنير العثماني، وأنهما مستعدتان لإقامة حكومات مستقلة في سوريا والعراق تكفل للقطرين تطورا سياسيا حرا).
وظهرت النوايا الحقيقية للدولتين الاستعماريتين الكبيرتين (فرنسا وبريطانيا) من خلال البيانات التي أذاعتها روسيا في أعقاب قيام الثورة الشيوعية، وكذلك من خلال التناقضات في تصريحات رجال السياسة في الدولتين الاستعماريتين.
ولقد أدركت فرنسا بأن الفرصة باتت مناسبة لها لاستثمار ما بذلته من جهد، طوال قرون عديدة، من حق حماية النصارى في بلاد الإسلام، ومن خلال نشر الثقافة الإفرنسية في بلاد الشام. كما أن بريطانيا وجدت أخيرا الفرصة مناسبة لتنفيذ مخططاتها في التوسع واكتساب قواعد جديدة.
ولقد حاول الزعماء العرب بقيادة الشريف فيصل حمل قيادات الحلفاء على الوفاء بالتزاماتهم تجاه العرب، غير أن هذه الجهود باءت بالفشل، وعقد مؤتمر سان ريمو في ٢٥ نيسان - أبريل - ١٩٢٠ فتقرر