للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وواحد أمه معناه ليس معه غيره، وليس بمعنى أحد أمه، ولا يصح هذا التعبير.

٣ - يأتي الواحد بمعنى المماثلة، وعدم المخالفة والمغايرة، تقول " الجلوس والقعود واحد وأصحابي، وأصحابك واحد (١). قال تعالى: وإلهنا وإلهكم واحد [العنكبوت: ٤٦]، ولا تستعمل كلمة (أحد) كذلك.

٤ - تستعمل (أحد) وصفا في الإثبات بلا إضافة، ولا تبيين بمن، فتختص بالله وحده، لا يشركه فيها غيره، قال تعالى: {قل هو الله أحد} [الإخلاص: ١]، جاء في (لسان العرب): " قال الأزهري: وأما اسم الله عز وجل (أحد) فإنه لا يوصف شيء بالأحدية غيره، لا يقال رجل أحد، ولا درهم أحد، كما يقال رجل وحد، لأن أحدًا صفة الله عز وجل التي استخلصها لنفسه، ولا يشركه فيها شيء (٢).

وجاء في (تفسير ابن كثير) في قوله تعالى: {قل هو الله أحد}: " يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات، إلا على الله عز وجل، لأنه الكامل في جميع صفاته وأعماله (٣).

وأما (وَحَد) التي هي أصل لأحد، فيوصف بها الإنسان وغيره، تقول رجل وحد، ودرهم وحد، بخلاف كلمة أحد، فلا يقال رجل أحد، ولا درهم أحد، فالأبدال كان لغرض أداء معنى جديد، واستعمال جديد، فالوحد من الوحش المتوحد، ومن الرجال الذي لا يعرف نسبه ولا أصله (٤).

فليس (وحد) كأحد، ولا (أحد) كواحد.


(١) لسان العرب ٤/ ٤٦٠
(٢) لسان العرب ٤/ ٤٦٤
(٣) تفسير ابن كثير ٤/ ٥٧٠
(٤) لسان العرب ٤/ ٤٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>