ومن هذا الضرب قولنا (أبي أن لا يحضر) والمعنى: أبي عدم الحضور، أي أراد الحضور، بعكس (أبي أن يحضر) ومعنا: أبي الحضور، وليس من هذا الضرب قولنا (أبي إلا أن يحضر) بمعنى أراد الحضور. فإن هذا انتقاض للنفي بـ (إلا)، كما تقول (ما محمد إلا شاعر) و (ما حضر إلا خالد) وليس نفيا للنفي، والنتيجة واحدة في كليهما، وهي الإثبات غير أن النقض بإلا يفيد الحضر، بخلاف نفي النفي، فإنه يفيد مجرد الإثبات بلا دلالة على القصر.
[أسماء وظروف مختصة بالنفي]
من الأسماء المختصة بالنفي، ولا تستعمل في الإيجاب (أحد) و (عريب) و (ديار) و (كراب) و (طوري) وكلها بمعنى واحد (١). تقول:(ما بالدار ديار) و (ما فيها عَريب) بمعنى ما فيها أحد.
وقد مر بحث (أحد) في العدد، فلا نعيده ههنا.
ومن الظروف المختصة بالنفي (قط) بفتح القاف وتشديد الطاء المضمومة، و (عَوض) فالأولى لاستغراق الزمان الماضي، تقول:(ما رأيته قط) أي ما رأيته فيما مضى من عمري، ولا يقال:(لا أكلمه قط).
والثانية لاستغراق الزمن المستقبل، مثل (أبدًا) إلا أنه لا يستعمل في الإثبات، بخلاف (أبدًا) فإنها تستعمل في النفي والإثبات قال تعالى: {ولا يتمنونه أبدًا بما قدمت أيديهم}[الجمعة: ٧]، وقال:{خالدين فيها أبدًا}[المائدة: ١١٩].
(١) انظر كتاب سيبويه ١/ ٣٠٣، شرح الرضي على الكافية ٢/ ١٦٤، الكشاف ٣/ ٢٧٣ قوله تعالى: {من الكافرين ديارا}.