للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والذي يبدو لي أنه جائز في كل علم منقول إذا أردت لمح أصله، فتقول فيمن اسمه (صفوان) إذا أردت أن اسمه مطابق لمعناه: أقبل الصفوان بمعنى أقبل الضخر، وتقول فيمن اسمه (محمود) وقد حقق معنى اسمه، وأردت أن تلمح إلى ذلك (أقبل المحمود) أي الذي يحمده الناس، فإذا أردت لمح أصل المعنى، جاز ذلك في كل علم منقول اللهم إلا إذا كان منقولا عما لا يقبل أل كيزيد ويشكر (١)، فإنه لا يجوز أن تدخل عليه أل. وكذلك العلم المرتجل فإنه لا يجوز إدخال (أل) عليه لمحا للأصل لأنه ليس له أصل فيلمح.

[العلم بالغلبة]

قد يغلب المعرف بأل، أو المعرب بالإضافة على بعض المسمين به، فيصير علما له دون غيره، فإذا أطلق لم ينصرف الذهن إلى غيره، وذلك كالمدينة فإنها في الأصل معرف (مدينة) وهي اسم جنس يطلق على كل مدينة من مدن الأرض، ثم اختصت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من المدن، وكالأعشى فإنه في الأصل لكل من لا يبصر ليلا ثم غلب على أعشى همدان (٢) " وكقولك " فلان بن الصعق والصعق في الأصل صفة تقع على كل من أصابه الصعق ولكنه غلب عليه حتى صار علما بمنزلة زيد وعمرو، وقولهم النجم صار علما للثريا (٣).

وكالجاحظ فإنه غلب على عمرو بن بحر دون غيره من الجحظة، والطبري فإنه غلب على محمد بن جرير دون غيره من أهل طبرية، والبخارى فإنه غلب على محمد بن إسماعيل دون غيره وهكذا.

ومن المعرف بالإضافة نحو ابن عمر، وابن عباس، وابن مسعود، فإنها غلبت على العبادلة دون غيرهم من إخواتهم (٤)، ونحو ابن الناظم، فإنه أصبح علما على محمد بن محمد بن مالك النحوي دون غيره من أبناء نظمة الشعر.


(١) الأشموني ١/ ١٨٣
(٢) التصريح ١/ ١٥٣
(٣) سيبويه ١/ ٢٦٧
(٤) ابن يعيش ١/ ٤٠، التصريح ١/ ١٥٣

<<  <  ج: ص:  >  >>