وعلى آية حال هي لا تستعمل إلا في مقام السببية، سواء قلنا أنها للتعليل أم لان أما الخلاف النحوي في أنها جارة أو ناصبة، فهذا لا يعنينا هنا.
[لام التعليل]
وهي أوسع استعمالا من (كي) فهي تدخل على الفعل المضارع وغيره، لبيان العلة وذلك نحو قوله تعالى:{إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}[القصص: ٢٥]. ونحو (جئت لطلب العلم).
وعند النحاة أنه يفيد التعليل، سواء اتقترن بـ (كي) أم لم يقترن، أما (كي) فلا تكون حرف تعليل إلا إذا لم تقترن باللام - كما أسلفنا -.
وعند جمهور النحاة أن لام التلعيل تكون بعدها (إن) مضمرة، تنصب الفعل، يجوز إظهارها وإضمارها في غير لام الجحود، فإنها مضمرة وجوبًا نحو {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}[الأنفال: ٣٣]، وفي غير الفعل المسبوق بـ (لا) فإنها تظهر وجوبًا، نحو:{لئلا يكون للناس عليكم حجة}[البقرة: ١٥٠](١).
غير أن الذي يظهر أن التعليل باللام وحدها قد يختلف عنه إذا ذكرت معها (أن) أحيانا، وذلك نحو قولنا (ما قتل إلا لأن يقول ربي الله) و (ما قتل إلا ليقول ربي الله) فالأولى تفيد أنه كان يقولها، وما قتل إلا لأنه كان يقولها، ونحو ذلك قولهه تعالى:{الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله}[الحج: ٤٠]، أي لأنهم يقولونها/ وباللام يفهم أنه قتل ليقولها أي أنه لا يقولها، وهو عكس المعنى الأول.
(١) انظر كتاب سيبويه ١/ ٤٠٧، شرح ابن يعيش ٧/ ٢٨، الهمع ٢/ ١٧