توصل الأسماء الموصولة عدا (أل) بجملة خبرية، وهذه الجملة قد يكون معهودًا معناها أي معلومة للمخاطب، وذلك نحو (قدم الذي أكرم خالدًا) ولا تقول ذلك إلا إذا كان المخاطب يعلم أن هناك شخصًا أكرم خالدًا، ونحو قوله تعالى:{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك}[الأحزاب: ٣٧]، فالصلة معهودة للمخاطب معلومة عنده، والمخاطب هو الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في (شرح ابن يعيش): "وينبغي أن تكون الجملة التي تقع صلة معلومة عند المخاطب، لأن الغرض بها تعريف المذكور بما يعلمه المخاطب من حاله ليصح الأخبار عنه بعد ذلك .. فلذلك لا تقول (جاءني الذي قام) إلا لمن عرف قيامه وجهل مجيئه لأن جاء خبر وقام صلة، وكذلك لا تقول (أقبل الذي أبوه منطلق) إلا لمن عرف أنطلاقه وجهل أقباله"(١). فيكون الاسم الموصول ههنا كأل العهدية التي تعرف المفردات.
وقد يراد به الجنس فلا تكون صلته معهودة وذلك نحو قوله تعالى:{واللآتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم}[النساء: ١٥]، فليس المقصود بذلك نساء معلومات بل المقصود الجنس. وقوله:{الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}[البقرة: ٢٧٥]، وقوله:{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب}[النساء: ١٧] فيكون هنا الاسم الموصول كأل الجنسية، إلا أن (أل) تدخل على المفردات وهذا يدخل على الجمل.
وقد يراد تعظيم الموصول فتبهم صلته فلا تكون معهودة ولا تفيد الجنس وذلك نحو قوله تعالى {فغشيهم من اليم ما غشيهم}[طه: ٧٨]، وقوله:{فأوحى إلى عبده ما أوحى}[النجم: ١٠]ـ، وقوله:
(١) شرح ابن يعيش ٣/ ١٥٤، وانظر الرضي على الكافية ٢/ ٣٩ - ٤٠، التصريح ١/ ١٤٠ - ١٤١