للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): " والثاني أن يظن السامع به تجوزا في ذكر المنسوب إليه المعين، فربما نسب الفعل إلى الشيء، والمراد ما يتعلق بذكر المنسوب إليه كما تقول (قطع الأمير اللص) أي قطع غلامه بأمرهن فيجب أذن إما تكرير لفظ المنسوب إليه نحو (ضرب زيد زيد) أي ضرب هو لا من يقوم مقامه، أو تكريره معنى وذلك بالنفس والعين ومتصرفاتهما لا غير (١).

[ألفاظه]

ذكرنا أن ألفاظ هذا التوكيد هي (النفس) و (العين) ومشتقاتهما مضافة إلى ضمير المؤكد، ويستعمل في التثنية والجمع وزن (أفعل)، فتقول (حضرت البنتان أنفسهما) (وحضرت البنات أعينهن) و (حضر الطالبان أنفسهما أو أعينهما) و (حضر الطلاب أنفسهم أو أعينهم).

والمقصود بلفظ (النفس) و (العين) حقيقة الشيء (٢). جاء في (بدائع الفوائد): " وأما النفس فعلى أصل موضوعها، إنما هي عبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد (٣).

" والعين: يراد بها حقيقة الشيء المدركة بالعيان، أو ما يقوم مقام العيان.

وليست اللفظة على أصل موضوعها، لأن أصلها أن يكون مصدرا وصفة لمن قامت به ثم عبر عن حقيقة الشيء بـ (العين) كما عبر عن الوحش بـ (الصيد)، وإنما (الصيد) في أصل موضوعه مصدر من صاد يصيد، ومن ههنا لم يرد في الشريعة عبارة عن نفس الباري سبحانه وتعالى: لأنه نفسه سبحانه غير مدركة بالعيان في حقنا اليوم (٤).

وجاء في (لسان العرب): " والعين عند العرب حقيقة الشيء .. وعين الشيء نفسه


(١) شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٦٠ - ٣٦١، وانظر شرح شذور الذهب ٥٠٨ - ٥٠٩، شرح ابن يعيش ٣/ ٤٠ - ٤١
(٢) انظر شرح عمدة الحافظ ٥٥٥
(٣) بدائع الفوائد ٢/ ٦
(٤) المصدر السابق ٢/ ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>