للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ربّه:

قد تدخل العرب (ربّ) على ضمير الغيبة وتفسره بالتمييز، فتقول (ربه رجلا أكرمت). وهذا الضمير عند الجمهور لا يكون إلا مفردًا مذكرًا مفسرًا بتمييز مطابق للمعنى، فتقول (ربه رجلين أكرمت) و (ربه رجالا أكرمت) و (ربه امرأة أكرمت) و (ربه نساء أكرمت) قال الشاعر:

ربه فتية دعوت إلى ما ... يورث المجد دائمًا فأجابوا

وأجاز الكوفيون مطابقة الضمير للتمييز فتقول (ربه رجلا) و (ربهما رجلين) و (ربهم رجالا) و (ربها امرأة) و (ربهن نساء) وغير ذلك (١).

قال ابن السراج: " من وحد فلأنه كناية عن مجهول، ومن لم يوحد فلأنه رد كلام، كأنه قال: مالك جوار؟ فقال: ربهن جوار قد ملكت" (٢).

وهذا الضمير يؤتى عند إرادة التفخيم والتعظيم، فيضمرون قبل الذكر، قال ابن يعيش: " وهذا إنما يفعلونه عند إرادة تعظيم الأمر وتفخيمه، فيكنون عن الاسم قبل جري ذكره ثم يفسرونه بظاهر بعد البيان" (٣).

وجاء في (الهمع): إن قولك (ربه رجلا) " بمنزلة رب رجل عظيم لا أقدر على وصفه" (٤).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية) أن هذا الضمير إنما يؤتي به في الأغلب "فيما فيه معنى المبالغة والتفخيم كمواضع التعجب نحو ياله رجلا، ويالها قصة، ويا لك ليلا .. ومن هذا الباب أي الذي فيه التفخيم (ربه رجلا لقيته) إذ هو جواب في التقدير لمن قال (ما لقيت رجلا) فكأنه قيل: لقيت رجلا وأي رجل ردًا عليه (٥).


(١) الأصول ١/ ٥١٥، الهمع ٢/ ٢٧
(٢) الأصول ١/ ٥١٥
(٣) شرح ابن يعيش ٨/ ٢٨
(٤) الهمع ٢/ ٢٧
(٥) شرح الرضي ١/ ٢٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>