للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨ - قد تؤخذ من ألفاظ الأوقات أفعال للدلالة على الدخول في زمن معين وذلك نحو أفجر بمعنى دخل في الفجر وأصبح بمعنى دخل في الصباح وأظهر بمعنى ودخل في الظهر بمعنى دخل في العصر واسحر بمعنى دخل في السحر وأنهر بمعنى دخل في النهار والليل بمعنى دخل في الليل وغير ذلك.

١٩ - تقليل حصول الفعل وذلك إذا سبق الفعل بما يفيد التقليل نحو ربما وقلما نحو ربما راجعه في شأن من شؤونه، ونحو: ربما من الفتى وهو المغيظ المحقق، ونحو قلما زرته، وربما أفاد لفظ القلة النفي، نحو قلما صدت، بمعنى لم أصد كما سيأتي بيان ذلك.

[استعمالاته]

١ - الأصل أن يستعمل الفعل للدلالة على معناه الأصلي كقولنا (حضر محمد وجاء خالد).

٢ - وقد يستعمل الفعل ويراد به الإنشاء، كقولنا: بعت واشتريت، وكقولنا غفر لله لك.

ومن ذلك ما يراد به الأمر، نحو (أجزأ امروء فداني بنفسه) و (أجاد امرؤ أحسن إليك) أي ليحسن إليكن و (فقه امرؤ رغب عنك) أي ليرغب عنك، ومنه قول الإمام علي رضي الله عنه: (أجزأ امرؤ قرنه آسي أخاه بنفسه) (١). أي ليواس أخاه.

ومن ذلك ما يراد به الاغراء، وذلك نحو قولهم (كذب عليك العسل) أي الزم العسل. جاء في أمالي ابن الشجري، ومما جاء فيه لفظ الخبر، بمعنى الاغراء قول عمر رضوان الله عليه (أيها الناس كذب عليكم الحج والعمرة) معناه عليكم بالحج، والعمرة، ومثله قول معقر بن حمار البارقي:

وذبيانية أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقروف


(١) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٤٩ - ٢٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>