للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} [الشمس: ١٠٠] فالموتى يبعثون، ولا ينبعثون من أنفسهم.

ومثله الفرق بين: اندفع إليه، ودفع إليه، وانفصل وفصل، وانشطر، وشُطر، وانقسم، وقُسم.

صحيح أن قسما من اللغات السامية استعملت (انفعل) للمبني للمجهول (١)، ولكن العربية لها صيغة أخرى هي صيغة (فُعل)، والعربية تميل إلى التخصيص، فلا تجعل صيغتين بمعنى واحد، كما هو واضح في استعمالاتها، وقد خصت كل صيغة باستعمال، ومعنى. ألا ترى أنه يمكن أن يكتفي بالفعل اللازم المبني للمجهول، والجار والمجرور فيقال: (جُلس في الحديقة)، و (ذُهب إلى خالد)، ولا يمكن أن يستعمل نحو هذا الاستعمال في (انفعل) مما يدل على اختلاف بينهما؟

فهناك فرق ظاهر بين الصيغتين كما هو مبين.

المفعول به.

يقول النحويون أن المفعول به " هو الذي يقع عليه فعل الفاعل، في مثل قولك: ضرب زيد عمرا وبلغت البلد (٢) قيل: " والأقرب في رسم المفعول به أن يقال: هو ما يصح أن يعبر عنه باسم مفعول غير مقيد، مضمون من عامله المثبت أو المجعول مثبتاً" (٣).


(١) انظر جداول تصريفات الفعل في (فقه اللغات السامية لبروكلمان من ص ١٢٦ - ١٣٢، ترجمة رمضان عبد التواب، وانظر الحقائق التاريخية وأثرها في النظم اللغوية الوصفة لعبد الرحمن أيوب ص ٣٣ مطبوع بالآلة الكاتبة.
(٢) ابن يعيش ١/ ١٢٤
(٣) الرضي على الكافية ١/ ١٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>