للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الواو في التحذير]

قد تدخل الواو على المحذر منه مع ذكر المحذر وبدونه وذلك نحو قولنا: (إياك والمراء) و (يدك والنار) و (الكذب والخيانة) فما هذه الواو؟

ذهب النحاة إلى أن هذه الواو عاطفة وتكلفوا لذلك تقديرات نذكر أشهرها بإيجاز:

ا ١ - إياك والمراء: ذهب النحاة إلى أن الواو في نحو هذا عاطفة ثم اختلفوا في التقدير فذهب السيرافي وكثيرون إلى أن ما بعد الواو (المحذر منه) معطوف على ما قبله (المحذر) والتقدير عندهم: احذر نفسك أن تدنو من المراء والمراء أن يدنو منك، فحذف ما حذف من الأفعال والحروف، والأسماء إلى أن صار (إياك والمراء) وهو عندهم من عطف المفردات، واعتراض بأن (إياك) محذر و (المراء) محذر منه، فكيف نعطف محذرا على محذر منه، والعطف يقتضي المشاركة في المعنى؟

جاء في (حاشية الصبان): " فإن قلت: المعطوف في حكم المعطوف عليه، وإياك محذر والأسد محذر منه، وهما متخالفان فكيف جاز العطف؟ فالجواب أنه لا يجب مشاركة الاسم المعطوف عليه، إلا في الجهة التي انتسب بها المعطوف عليه إلى عامله وهي هنا كونه مفعولا به أي مباعدا وكذا الاسم مباعدا، إذ المعنى إياك باعد وباعد الأسد (١) ".

وذهب ابن طاهر وابن خروف إلى أن ما بعد الواو منصوب بفعل آخر محذوف، والتقدير إياك بعد من الشر، واحذر الشر فيكون الكلام جملتين (٢).

وهو تكلف فإنك إذا قلت إياك باعد من الشر كان تحذيرا من الشر، فلا داعي لأن يقول: واحذر الشر.


(١) حاشية الصبان ٣/ ١٨٨، وانظر التصريح ٢/ ١٩٣
(٢) الهمع ١/ ١٦٩، التصريح ٢/ ١٩٣

<<  <  ج: ص:  >  >>