للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ألفاظ الإشارة]

[ذا]

وهو المفرد المذكر تلحقه هنا التنبيه في أوله فيكون للقرب نحو {هذا ما لدي عتيدٌ} [ق: ٢٣].

وتلحقه كاف الخطاب في آخره فيكون للبعيد نحو {ذلك رجع بعيد} [ق: ٦٣].

وأكثر النحاة على أن مراتب الإشارة ثلاث: القرب والوسط والبعد.

فللقربى (ذا) وتلحقها ها التنبيه كثيرا، وللوسطى ذا مع الكاف أي (ذاك)، وللبعدى الكاف مع اللام أي ذلك. (١)

وذهب آخرون إلى أن للإشارة مرتبتين فقط، قريبة ومتراخية، فإن أرادوا القرب جاؤا بذا، أو بهذا، وأن لم يريدوا القرب جاؤا بالكاف وحدها أو باللام معها فيقال: ذاك أو ذلك وقالوا أنه لا فرق بين ذاك وذلك وإنما هما لغتان فـ (ذلك) باللام لغة الحجاز و (ذاك) بلا لام لغة تميم (٢)، ولم يذكر سيبويه إلا مرتبتين: القرب والتراخي فقال: " وذاك بمنزلة هذا إلا أنك إذا قلت: ذاك فأنت تنبهه لشيء متراخ" (٣).

وأنا أميل إلى ما ذهب إليه الجمهور، من أن مراتب الشارة ثلاث وذلك لأمور منها أن زيادة أحرف الكلمة توحي بزيادة التراخي، فذا للقرب وذاك للمتوسط، وذلك للبعد، ثم أن (ها) التنبيه قد تقترن بذي الكاف فيقال:

هذاك كقوله:

رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد


(١) انظر شرح ابن يعيش ٣/ ١٥٣، الهمع ١/ ٧٦
(٢) انظر ابن الناظم ٣٢، الرضي على الكافية ٢/ ٣٤
(٣) سيبويه ١/ ٢٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>