للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في التطور النحوي لباجشتراسر: ومن خصائص العربية إن مبتدأ الجملة الأسمية المركبة ربما كان ضميرا للغائب لا علاقة له بالجملة الخبرية، ولا راجع إليه فيها وهذا ما سماه النحويون ضمير الشأن نحو (إنه لا يفلح الظالمون) وأكثر ذلك بعد (إن) كما هو في هذا المثال أو بعد (أن).

وفائدة هذا التركيب أنه يمكن الناطق من إدخال إن أو أن على الجمل الفعلية نحو (إنه لا يفلح الظالمون)، فهذا مما يشهد بمزية العربية شهادة مبينة، فغيرها من اللغات السامية قد يقدم أمثال إن على الجملة الفعلية، وإن كان موضعها أول الجملة الأسمية فقط. والعربية أعدمت الشواذ وأقصت قاعدة إلحاق إن وأخواتها بالجملة الاسمية فقط، وهي مع ذلك أخترعت وسيلة لقلب الجملة الفعلية إسمية بغير تغيير تركيبها، لكي يمكن إلحاق إن وأخواتها بالجمل الفعلية بواسطة لا مباشرة. (١)

عود الضمير.

وفيه مسائل أهمها:

١ - إن الأصل في الضمير أن يعود على الاسم المتقدم، نحو قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاون} [الشعراء: ٢٢٤]، وقوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}. [البقرة: ١٢٤].

٢ - وقد يعود على متأخر في اللفظ، متقدم في الرتبة، وذلك نحو قوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} [طه: ٦٧]، ونحو قولهم (في بيته يؤتى الحكم) فالضمير في الآية عاد على موسى، وهو متأخر لفظا متقدم رتبة وكذلك المثل.

٣ - قد يستغني عن المفسر (٢) في اللفظ بما يدل عليه حسا (٣) وذلك نحو قوله تعالى:


(١) التطور النحوي ٩١
(٢) المفسر هو الاسم الذي يعود عليه الضمير
(٣) الهمع ١/ ٦٥

<<  <  ج: ص:  >  >>