للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي مثل هذا التعبير يتضح الفرق بين تنكير المنصوب، وتعريفه، فإن قولك (هو كريم الأب) بالتعريف لا يحتمل إلا أباه كريم لا يحتمل أنه كريم في حال أبوته، فهو لا يكون حالا، ونحوه أن تقول: (هو حسنا ضيفا) وحسن الضيف وحسن الضيف.

وقد يكون الاختلاف على وجه آخر، وذلك نحو قولك (هو عظيم القوم) و (هو عظيم قوما) فالأول قد يكون على معنى أنه عظيم في القوم كقولك (هو رئيس القوم وكبيرهم) وقد يكون على معنى أن قومه عظماء.

فإن قلت: (هو عظيم قومًا) كان المعنى أن قومه عظماء لا غير، فتبين من هذا أنه ليس ثمة تطابق وإنما لكل تعبير معنى.

[النعت]

النعت هو التابع المكمل متبوعه، بيان صفة من صفاته، نحو: (مررت برجل كريم) أو ببيان صفة من صفات ما تعلق به، هو ما يسمى بالنعت السببي، نحو (مررت برجل كريم أبوه (١).) ونحو قوله تعالى: {ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء: ٧٥]. ويأتي لأغراض أهمها:

١ - التخصيص: ومعنى التخصيص تقليل الإشتراك الحاصل في النكرات (٢). نحو (مررت برجل طويل) وذلك أن كلمة (رجل) عامة تشمل كل واحد من أفراد الجنس، فإن قلت (طويل) فقد قللت الإشتراك بإخراجك القصار، وغير الطوال عمومًا، فإن قلت (مررت برجل طويل أسمر) زدته تخصيصا، بتقليلك الإشتراك أكثر، فإنك أخرجت غير السمر من الرجال الطوال، فإن قلت: (مررت برجل طويل أسمر أعرج) زدته تخصيصا وهكذا.


(١) شرح ابن عقيل ٢/ ٥١، التصريح ٢/ ١٠٨
(٢) انظر شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٣١، شرح ابن يعيش ٣/ ٤٧، الهمع ٢/ ١١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>