للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأفعال الناقصة (كان وأخواتها)]

ذهب جمهور النحاة إلى أن هناك في العربية أفعالا تسمى أفعالا ناقصة وأشهرها: كان وظل، وأصبح وأضحى، أمسى بات، صار، ليس، مازال، ما برح، ما فتيء، ما انفك، ما دام.

واختلفوا في سبب تسميتها ناقصة، فذهب أكثر النحاة إلى أنها سميت ناقصة، لأن سائر الأفعال تدل على الحدث والزمن، في حين أن هذه الأفعال لا تدل على الحدث، وإنما هي تدل على الزمن فقط فكانت ناقصة لتجردها من الحدث.

وذهب آخرون إلى أنها سميت ناقصة، لأنها لا تكتفي بمرفوعها وإنما هي تفتقر إلى المنصوب أيضا، فتسمية هذه الأفعال كذلك لنقصانها عن بقية الأفعال، بالإفتقار إلى شيئين. (١)

ونحو هنا لا نريد أن نبحث فكرة النقص والتمام، لأن الذي يعنينا في بحثنا هذا هو الاستعمال والمعنى، وهذا هو المقصد الأول من هذا البحث، وعلى آية حال لا شك أن هذه الأفعال تدخل كثيرا على اسم مرفوع ومنصوب، أصلهما عند الجمهور مبتدأ وخبر، وقد تكتفي بمرفوعها وتسمى حينئذ تامة.

وهي لا تدخل على المبتدأ اللازم الصدر كأسماء الشرط والأستفهام والمقرون بلام الابتداء عدا ضمير الشأن، ولا تدخل على المبتدأ اللازم الحذف، كالمخبر عنه بنعت مقطوع، ولا ما لزم الابتداء كقولهم: أقل رجل يقول ذاك، ولله درك، وما التعجبية، وما تضمن معنى الدعاء كقولهم: سلام عليك وويل له، وكذا مصحوب لولا الامتناعية وإذا الفجائية. (٢)


(١) الأشموني ١/ ٢٢٥، حاشية الصبان ١/ ٢٢٥، أسرار العربية ١٣٣ - ١٣٤، التصريح ١/ ١٩٠، ابن يعيش ٧/ ٨٩، الرضي على الكافية ٢/ ٣٢١
(٢) التصريح ١/ ١٨٣ - ١٨٤، حاشية التصريح ١/ ١٨٣، حاشية الخضري على ابن عقيل ١/ ١١٠، همع الهوامع ١/ ١١٣، الرضي على الكافية ٢/ ٣٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>