للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا نقول: أن أصل (كأنما خالد أسد) (إنما خالد كأسد) و (إنما) تفيد الحصر فقدمت الكاف لفرط العناية بالتشبيه فصارت (كأنما خالد أسد) وبقي معنى الحصر في الجملة أي اقتصر على شبهه بالأسد فهو رد على من يقول هو كالنمر مثلا أي هو كالأسد لا كالنمر.

فإن لم تكن (ما) كافة كانت زائدة، لغرض القوة في التشبيه، وتأكيده وذلك نحو قولك (كأنك محمدًا أسد) كما مر في (إنما).

[ليتما]

أكثر النحاة على أن (ما) لا تزيل اختصاص (ليت) من الجمل الإسمية، وأنه يجوز إعمال ليت مع (ما) وإهمالها تقول: ليتما محمدا حاضر وليتما محمدٌ حاضر (١).

وذهب آخرون إلى أنها إذا كفت " قد تدخل على الجمل الفعلية " (٢). نحو: ليتما يحضر أخوك.

والذي يبدو لي أن (ليت) كأخواتها إذا دخلت عليها (ما) الكافة استعملت لأحد غرضين:

التهيئة للدخول على الجمل الفعلية قليلا، أو تكون لغرض قصر التمنى فأنت إذا قلت: (ليت الشباب يعود) تمنيت عود الشباب، فإن قلت: (ليتما الشباب يعود) قصرت تمنيك على هذا الأمر.

فإن لم تكن (ما) كافة كانت زائدة لغرض توكيد التمني وتقويته، بدون قصر، وذلك نحو قولك (ليتما الشباب يعود).


(١) الهمع ١/ ١٤٣، سيبويه ١/ ٢٨٢، ابن الناظم ٧٠، الأشموني ١/ ٢٨٣ - ٢٨٤
(٢) الهمع ١/ ١٤٣، الرضي على الكافية ٢/ ٣٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>